لكن هذه السنة، كما السنوات القليلة السابقة التي اتت بعد عدوان تموز 2006، لم يكن حظ "ام محمد" اوفر، فهي ستضطر الى قطع مسافات طويلة الى القرى و البلدات المجاورة لبنت جبيل لانجاز عملية جرش البرغل والفريك وطحن الزعتر ومختلف أنواع الحبوب المزروعة من قمح وشعير وحمص وعدس وفول التي يتم طحنها بواسطة "الجاروشة".. ففي بنت جبيل حلت السنة الثالثة بعد الحرب الاخيرة و لم يتم حتى الآن انجاز اي جاروشة او مطحنة تخفف على المواطنين في البلدة طحن المؤونة بعد ان كان يوجد في المدينة "جاروشتان" كانتا تخففان عن المواطنين كل تلك الاعباء و منها ما كان يعرف بـ" الببور" الذي كان يتواجد في وسط الساحة القديمة وتم تدميره بآلة الحرب الصهيونية في حرب تموز 2006 .
تقول ام محمد بلغة فكاهية" لن اجرش في الكلام كثيراً" اي انها لن تطيل في الحديث، " انا عاتبة على ابناء البلدة الذين لا احد منهم فكر حتى الآن بافتتاح جاروشة لبنت جبيل، وانا الآن افكر باسترجاع الجاروشة القديمة واقوم بجرش الحبوب بنفسي، اذا اعانتني صحتي على ذلك".
حال " ام محمد" كحال الكثير من الامهات وربات البيوت في بنت جبيل اللواتي يذقن مرارة "الجرش" في كل سنة بهذا الوقت، بعد ان فعلت حرب تموز فعلتها و قضت حتى على "جواريش البلدة" .. الى ان يفرج الله بجاروشة تجرش ساعات من العذاب يقضيها كبار السن على جنبات الطرقات بانتظار سيارة تقلهم الى مطاحن القرى المحيطة.