أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مجرى الليطاني مرمحاً .. لقوارب نزعت عنه أوساخ فصل الصيف وسنوات من الإهمال

الأربعاء 30 أيلول , 2009 06:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,633 زائر

مجرى الليطاني مرمحاً .. لقوارب نزعت عنه أوساخ فصل الصيف وسنوات من الإهمال

كثيرون يقصدون نهرالعاصي المشهور بمياه التي تمارس عليها هذه الرياضة أو نهر الكلب كذلك، هي رياضة الكانوي ـ كاياك، الاكثر تشويقا ومغامرة على الاطلاق... لكن هذه المرة كانت لهذه الرياضة هدف آخر.. أنه مجرى نهر الليطاني وتحديداً إزالة الاوساخ من مجراه وضفافه.. ولهذه المهمة أشترك اكثر من مئة رياضي من مختلف المناطق اللبنانية حضروا الى نادي سبور ناتور للمشاركة في المسابقة الاولى من نوعها في المنطقة.
"عمول منيح وما تكب بالنهر"، شعار انطلقت منه الحملة التي نظمها نادي الخردلي للكانوي-كاياك وبالتعاون مع شبكة "تاج"، الحماسة الغير متوقعة التي طغت على المسابقة انجحت الحملة وأمكن جمع اكثر من 3 طن نفايات من مجرى وضفاف النهر الذي غزته الاوساخ والعلب البلاستيكية والزجاجية..
سباق النظافة الذي امتد على مسافة 4 كلم تمييز بمشاركة الصغار والكبار الذين تعاونوا معا لجمع اثقل كيس نفايات، اصفر، احمر، برتقالي وازرق هي الالوان التي ميزت الفرق الذين توزعوا على 50 مركب كاياك، فيما عمد القيمون على الحملة إلى وضع اشارات بألوان مماثلة على الاشجار بحيث يتوقف كل صاحب كاياك امام الشجرة التي تحمل ذات اللون ليجمع من حولها النفايات..
التاسعة صباحا كان الموعد، وفيما كان المشتركون يعدّون انفسهم لبدء المباراة، كانت لجنة الحكم تضع اللمسات الاخيرة وتوجه الفرق الى الطريقة والالية التي سيتم احتساب الفائز بالمنافسة، الوجهة التي حددت للمباراة ليست سهلة بل متعرجة واحيانا ضيقة في اماكن ما يعني المزيد من الصعوبة، وما ان انطلقت الصافرة حتى كانت الكاياك الملونة تتماوج في مياه النهر "المعوكرة" لشدة التلوث، عدا الاوساخ داخلها، ثلاث مشاركين على كل كاياك كل واحد له مهمة، تجذيف وجمع نفايات ووضعها داخل الكيس المرقم، الكل يريد ان يحصد الفوز ويجمع اثقل كيس، عجقة منافسين من مختلف الاعمار داخل النهر، وتشجيع من اصحاب المقاهي على ضفافه الذي ابى المشتركون عبر تلك الحملة الا ان ينيروا عقل الوعي البيئي لديهم نظرا لما للنهر من مكانة رائد في الجنوب، قصدنا الخردلي من جونية وشتورا وزحلة وبيروت والبقاع لنوصل رسالة التوعيه واهمية الحفاظ على بيئة نظيفة يقولها المشتركون بصوت عال، " نريد حملتنا ان تكون تربوية ونشر الوعي البيئي بين المواطنين، المقاهي ترمي نفايات في محيطها، وجدنا نفايات فوق المتوقع" يقول هذه الكلمات رئيس جمعية "تاج" الدكتور ماجد بعلبكي وكله ثقة ان تثمر الحملة عن نحاج ووعي لدي كل من يحب وطنه وبيئته ونأمل ان يفي محافظ النبطية بوعده ويضع حاويات للنفايات على ضفاف النهر.

احد المشاركين في المباراة محمد صباح (13 عاما) يشرح الطريقة التي اعتمدها فريقه في جمع النفايات " يقول بحماسة كبيرة انها المرة الاولى التي اشارك في هكذا مباراة، بدأنا نبحث عن النفايات بين الاعشاب، وجدنا اماكن كثيرة تغزوها الاكياس والمواد العضوية البلاستيكية والزجاجية وحتى "حفاضات" الاطفال. بفرحة مرتسمة على ثغره يقول نجحنا في مهمتنا وجمعنا اكثر ما كنا نتوقع.
بالمقابل اظهرت المشاركة نينا شرابتي التي اتت من زحلة حماستها لمشاركتها في حملة تنظيف نهرية للمرة الاولى " اذ كان الموضوع مشوق..صحيح واجهنا صعوبات كوننا غير محترفيين الكاياك الا اننا نجحنا في جمع النفايات".
اكثر من 3 طن نفايات تم جمعها من قبل الفرق المشاركة، كمية فوق المتوقع غير ان النتيجة كانت مرضية لمنظم الحملة علي عواضة الذي اعرب عن امله ان يتم التجاوب مع النداءات والرسائل التي اوصلها كل مشارك في الحملة، ستتكرر الحملة كل عام وستكون مناطقية تشارك فيها كل القرى المحاذية للنهر لكي ننشر الوعي البيئي لديهم يقولها عواضة الذي يأمل ان يشكل نادي الخردلي للكانوي-كاياك منفذا سياحيا جديدا ويحد من النزوح من الريف الى المدينة ويؤمن فرص عمل للشباب.


سجلت الحملة نجاحات واخفاقات متوازية من ابرزها على الاطلاق كمية النفايات الغير متوقعة والتي تحتاج لعام كامل حيث لوحظ وجود اكوام كبيرة من النفايات على مقربة من المقاهي المنتشرة على ضفاف النهر هذا فضلا عن ان طبيعة النهر المتعرجة والصخرية اعاقت سير الكاياك في احيان واحيانا سقوط المشتركين داخل المياه والشلالات والاقنية عند الجسر رغم كل تلك الصعوبات ثابر المشتركون ونجحوا.
لم يكن كل المشاركين ممن يضطلعون بلعبة الكاياك بل من هواتها وبعضهم تلقن تعاليمها قبل الانطلاق من صاحب النادي علي عواضة الذي اعتبر ان حماسة المشاركين كانت مفاجئة له اذ عمد الجميع الى العمل على انجاح الحملة بل واكثر " نريد ان نرى النهر نظيفا وان يكون هناك مكبات للنفايات واحوية خاصة مع وعي الاهالي واصحاب المقاهي لخطورة هذا الامر على البيئة اولا وعلى النهر ثانيا هكذا اعربت رئيسة نادي ليو شتورا سمر منيّؤ عن مشاركتها في الحملة.


يشار الى ان لعبة الكاياك لعبة اولمبية والليطاني يعد من الانهر الجاهزة لاستقبال لعبة الكاياك اللعبة الترفيهية والحماسية والصعبة في نفس الوقت.
اضف الى ان الفائز في المباراة التي تعد توعية بيئية وثقافية وترفيهية حصل على اشتراك في النادي اضافة الى جوائز عينية وزعت على كل المشاركين.

 

Script executed in 0.21113586425781