تضمن الاحتفال رسم جدارية وألعاب ترفيهية للأطفال بالإضافة إلى عرض فيلم " جداريات للتغيير " الذي تضمن مسيرة الجمعية على مدى ستة أشهر . ومن ثم حفل تكريمي لطلاب الجمعية المشاركين في مختلف نشاطاتها حيث وزعت لهم الشهادات واختتم الاحتفال بمأدبة غذاء .
قدمت الاحتفال منسّقة جمعية عين في منطقة بنت جبيل ريما مرتضى بزي ، والتي اعتبرت أن الشباب هو قلب الوطن النابض بالحياة ، هو أمل واعد ينتظره المستقبل ، وصرح من صروح الثقافة التي تأبى الصمت وتصرخ نعم للمعرفة والتجدّد .. هو صوت الذاكرة الخفية ، التي يُقرأ من عبراتِها التاريخ والمجد .. وألقى رئيس لجنة الصليب الاحمر اللبناني في منطقة بنت جبيل الاستاذ علي بزي كلمة مميّزة أشاد من خلالها بنشاطات الجمعية مُفيداً بأنّ المنطقة بحاجة الى نشاطات كهذه وأن أبواب المركز مشرّعة أمام كل نشاط فنّي وثقافي وترفيهي يهدف الى التلاقي والتطور والمشاركة .
كذلك ألقى مدير جمعية شبكة المبادرات البديلة – عين الاستاذ ناصر عجمي كلمة ترحيب وشكر لكلّ من ساهم وشارك في نشاطات الجمعية وأكّد أن الجمعية ستعمل على القيام بنشاطات قادمة في منطقة بنت جبيل لأنّ الفن والثقافة هما من الأهداف الأساسية للجمعية .
وكانت هناك أيضاً كلمة لمنسّق جمعية عين في علما الشعب إيلي عيد الذي أكّد على ضرورة التواصل بين مختلف المناطق والطوائف لأن التلاقي والاختلاف هما أساس التنوع الثقافي والتقدم نحو ما هو أفضل .
وكانت قد بدأت رحلة ( عين ) كمجموعة تجمعها هواجس وأحلام وأمل في خلق مساحة من الزمان والمكان لتتشارك في رغباتها ، في التعبير عما يكمن في داخلها ولتُشرك بها غيرها ، والمشاركة هذه ليست بقولٍ بل بفعل من خلال بناء تشبيك بين الأفراد والمجموعات الفاعلة اجتماعيا.. واجتمعت على أن الثقافة بشكل عام والفن بشكل خاص قد يكون له الأثر والفعل الاجتماعي ، الأغنى والأكثر عمقاً في بناء الوعي والمعرفة على المستويين الخاص والعام ، الفرد والجماعة نحو مواطنية ايجابية قد تكون الرّد الايجابي على ما تبدّده السياسة وما تستنزفه من طاقات في المجتمع . بدأت عين كأفراد كل على حدى ثم كمجموعة في تنظيم عدّة مبادرات ومحاولات ثقافية وفنية ولهذا تمّ تأسيس جمعية ( شبكة المبادرات البديلة عين ) .
بدأ مشروع " جداريات للتغيير " مع مجموعة رسّامين محترفين حيث عملوا مع مجموعة شباب في كلّ من مدينة بنت جبيل وبلدة علما الشعب والقرى المحيطة بهما . فكانت الجداريات تعبير عن أفكار وهواجس الشباب وقاموا بتنفيذها بإشراف ومتابعة مجموعة رسامين وكان لهذا النشاط ردود فعل ايجابية في كلّ من المنطقتين على المستوى الشباب والأهالي .
وبالرغم من التحدّيات ، أولاً حالة عدم التواصل الدائم بين الشباب في المناطق بسبب صعوبة المواصلات ممّا شكّل على المشروع عبء تأمين المواصلات بهدف جمع الشباب في مكان واحد ، ومشكلة ايجاد مدربين مستعدين للذهاب للأطراف من أجل القيام بالتدريب . ولكن استطاع المشروع أن يتخطى هذه المعوقات وقد حافظ أكثر من 60 % من الشباب على الاستمرارية في متابعة الدورات ويكون بذلك قد استمر المشروع على مدى ستة أشهر سبعة ورش عمل حول مفاهيم اجتماعية وتقنيات رسم وحملة تطوعية بيئية على شاطىء صور و12 جدارية يتراوح حجمهم بين 4 أمتار و 40 مترا في كل من بنت جبيل ،علما الشعب ، كفرحونة والمروانية وانجاز وثائقي عن المشروع يعرض تجربة المشروع والمنهجية الذي حاول من خلالها مقاربة الفن بالفعل الاجتماعي والمعوقات والتحديات التي واجهها والانجازات التي استطاع تحقيقها .
التقرير مصور