أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

عيتا الشعب لن تغيّر سيّاراتها قبل تزفيت طرقها

الجمعة 09 تشرين الأول , 2009 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,831 زائر

عيتا الشعب لن تغيّر سيّاراتها قبل تزفيت طرقها

في النهار عناصر المشهد مكتملة أمام ابن عيتا الشعب: تراب وحفر ومعدات وعمال وحجارة، نظراً للأعمال التي تقوم بها البلدية بعدما حصلت على تمويل من الدولة الإيرانية ضمن مشروع إعادة إعمار البنى التحتية المتضررة من عدوان تموز. لكن الأمر يتغير في الليل، حيث لا أضواء ولا إشارات، والحفر التي بإمكانها استيعاب سيارة لا تكتشف إلا بعد الوقوع فيها، تماماً كما حصل للكثيرين هنا. وتعاني الطرق هنا من تدمير شبه كلي جراء عدوان تموز، الأمر الذي سبب معاناة كبيرة لأهالي القرية الذين تتخرب مركباتهم باستمرار بفعل حفر الطرق «ما رح غيّر السيارة إلا بعد ما يزفتوا الطريق» قال أحدهم. دفع الأمر أهالي البلدة إلى كتابة يافطات بخط اليد علقت على مفارق الطرق وأمام المحال حملت شعارات استنكار «إلى متى هذا التقصير»، تساءلوا فيها، لكن عيون المسؤولين على ما يبدو لم تقع عليها. وتصنف البلدية مشروع تزفيت الطرق وبناء البنى التحتية التي دمرها العدوان تحت عنوان «الإنماء»، وهي المرحلة التالية لمشروع «البناء» الذي قارب على الانتهاء، ويشمل إعادة إعمار البيوت، وفي مرحلة سابقة للتحسين، الذي يشمل بناء الحدائق العامة والملاعب والمسابح. وفي ظل غياب واضح لمبادرات الدولة، تقوم البلدية الآن بمد أنابيب جر للمياه للحيلولة دون تجمع أمطار الشتاء في الساحات كما يحدث كل عام، ما يكوّن بحيرات تعيق حركة الناس، وصرفها إلى أرض «المعبور» التي تقع في أول البلدة، بتمويل من الدولة الإيرانية التي تكفلت تزفيت الطرق بعد الانتهاء من هذه الحفريات. ويشمل مشروع التزفيت جميع طرق البلدة وصولاً إلى مغارة «الزيخ» التي تقع في منطقة زراعية بعيدة عن البيوت السكنية. ولأنه «ما جابرني على المر إلا اللي أمر منه» كما يقال، فعلى الأهالي تحمل زحمة السير اليومية، وخاصة في الطرق الرئيسية والتفتيش عن طرق فرعية بديلة للتنقل، الأمر الذي لم يعد بإمكانهم تحمله، ولو أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون.

Script executed in 0.17510390281677