أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

امرأه بلا طفوله

الأربعاء 14 تشرين الأول , 2009 06:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,175 زائر

امرأه بلا طفوله

الساعة :صدمة بتوقيت الخبر
المكان :فرح يقود عربة الفاجعه
الزمان :عزاء العمر
القصيده: امرأه بلا طفوله
           ***
استفاقت من فراش الدمع
متّكئه على طفولتها
لتأخذ بخاطر الأيام...
وتمسح يدها على جبين الفراق
باكرا" كتب عليها ..
ان تضع السنين في ظرف نعوى
وتقرأ عن روح العمر ...
فاتحة اللاعوده
طفلة كانت.. يعاكسها اسمها
تتراوح ما بين دمعة قدرها ..
وبرأة عمرها
 طفلة كانت .. تقف في صفّ النساء
فهل تجيد الطفوله لعبة العزاء ؟
 حتما" لا ..انما القدر
بصيغ مغايره يصنع عبرته
ويجعل رغيف جمعنا ...فعلا"ماضيا"
بصيغ مغايره يعدّ طبقه
يجلسنا على مائدة ...
"ان لله وان اليه راجعون"
ويغدق وجبات جرحه
فهل القدر ...
يقدم لمن رحلوا موتا" بحجم حبنا لهم
ليكون له عذرا" اجمل من ذنب
من كان ضحية العذر ..؟
من كان ايوبه..؟
ومن كان اخر مفقودا" في دائرة الوجع ..؟
لقد ماتت امها ..
ومات اخويها ..
فهل بقيت على قيد الطفوله ..؟
لا ...
أنما بقيت على قيد العذاب "طفله"
وعلى قيد الحياة "علامة فارقه"
ولمن بقيت ..؟
ومن تنتظر..؟
وفي اليوم الأول ..
استفاقت مبتورة الامومه
مكسورة الخاطر ..
لترتب كراسي الحسره
وتودع أخر صيفا" لها
من تنتظر ..!
وبطفولة مكبوتة الأحلام
ترتدي ثياب اللوعه
بدموع تتساقط حرقة
تغسل درب "الى اين"
بصرخة تدّوي في احشائها
يبلغ العمر سن الرشد
فهل كبرت ..؟
لا .. ما زالت صغيره
ما زالت تنتظر العيد الذي تأخر
والزمن الأجمل الذي توفي اثناء حادث
ما زالت تلاعب الذكره ..
في امسيات شغفها
وتهذي بما مضى في زورق الآتي
فكيف تكون قد كبرت ...
وطفولتها منشورة على حبل غسيل
ويديها منسية على صاج الزمن
ولعبتها الصغيره مصابة بسعال الهجران
ودفاتر احلامها غطّاها غبار "لا"
وسماحة الضوء نام تحت لحافه
فكانت مجردة الكلام ...
ومجردة من أن تخيّر
كانت تبكي وهي تضحك
وتردد نعم في وجه "لماذا"
كانت تستحم برغوة همومها
وتسرّح شعرها ...
بفرشاة "الصبر مفتاح الفرج"
كانت تحيّك ليالي بردها ..
بصوف النسيان
وصنّارة براها الحنين
كانت تشرب قهوة عثرتها
على ريق الوحده
وتدفع من حساب الكرامه
لتشتري مكيال خلاص
كانت شفافة ...
ممتلئة الجيوب بالأهات
جميلة .. وما وقفت على مرآة
كانت خادمة الصمت
كانت مدرسة داخليه
كانت طفلة بلا أمومه
وصارت امرأه بلا طفوله .                                الى امي..

Script executed in 0.18613600730896