أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

حرب «صورية» بين حزب اللّه وإسرائيل

الخميس 15 تشرين الأول , 2009 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,458 زائر

حرب «صورية» بين حزب اللّه وإسرائيل

وفي التفاصيل، أن حزب الله دعا القوات الدولية إلى التحقيق في الفيلم الذي بثته إسرائيل، فأوفدت مندوبيها إلى الموقع في ديرقانون فيما استمرت الطائرات الإسرائيلية بالمراقبة من الجو فيما القوات الدولية تحقق ميدانياً وحزب الله يصوّر على الأرض. وفي الأثناء نقلت بعض المصادر أن العمل جارٍ للتوجه إلى الأمم المتحدة وتقديم لبنان شكوى بحق إسرائيل التي تخرق السيادة اللبنانية وتصوّر ما يجري على أرضه بل تستخدمه بحسب ما تشاء.
وفي الإطار ذاته، رأى النائب نواف الموسوي أن «الكثير من وسائل الإعلام سقطت في فخ الكذب وفقدت صدقيتها حين عممت على مدى ساعات أخبارا تبيّن أنها كاذبة وسبّبت هذه الأخبار إثارة التوتر والقلق، وكان يكفي قبل أن تتناقل خبراً مدسوساً قامت بتوزيعه جهات نعرفها، كان في إمكانها أن تتحقق مباشرة ودون وسائط مما حصل، لكن قيام تلك الجهات بتسريب هذا الخبر وبإشاعته دليل إضافي على أن ثمة في لبنان من لا يرغب في أن يستشعر اللبنانيون الاستقرار والتفاهم والتوافق».
أضاف: «أن الادعاء الاسرائيلي والكذب قائمان. وإذا كان هناك امر ما حدث على الاراضي اللبنانية فهو ملك اللبنانيين والدولة اللبنانية والقوى اللبنانية، وهي المعنية بهذا الامر. وأريد أن أسأل المجتمع الدولي او الأمم المتحدة ماذا فعلا في موضوع وقف الانتهاكات للسيادة اللبنانية؟».
إسرائيلياً، قال ضابط رفيع المستوى في الجيش الاسرائيلي أمس إن «سوريا اتخذت قراراً استراتيجياً واضحاً بتزويد حزب الله كل أنواع السلاح الموجودة لديها»، مشيراً إلى أن «جهات في الجيش اللبناني تقدم المساعدة لحزب الله»، وإن قوات اليونيفيل تخشى دخول القرى ولا تفرض تنفيذ القرار 1701.
ورأى الضابط الاسرائيلي أن «عمليات تهريب السلاح من سوريا الى لبنان تجري بصورة دائمة في هذه المرحلة، إذ إن إيران تدفع وسوريا تهرّب وحزب الله يتلقى»، مؤكداً أن «حزب الله يحتفظ بعشرات الآلاف من الصواريخ وأن جزءاً مهماً منها محفوظ في نحو ثلاثمئة مخزن منتشرة في نحو 160 قرية في جنوب لبنان».
وبحسب الضابط الاسرائيلي فإن «سوريا تشعر بالارتياح الشديد في هذه المرحلة، إذ ليس هناك ضغوط دولية كي تقطع علاقاتها مع إيران ومحور الشر، وهي لا تدفع أي ثمن بسبب دورها في عمليات تهريب السلاح»، مشيراً الى أن «الجيش الاسرائيلي يلاحظ خشية متعاظمة من قوات اليونيفيل، تحول دون دخولها القرى الجنوبية والتفتيش عن وسائل قتالية، أما إذا قامت بالمحاولة فإن حزب الله يتدخل جدياً، ما يدفعها إلى التخلي عن المحاولة».
من جهتها، رأت صحيفة «هآرتس» أمس أن حديث الضابط الاسرائيلي يعكس ما لدى الجيش تجاه سوريا، وتحديداً على خلفية المساعدة التي يتلقاها حزب الله من دمشق، و«ما يمكن اعتباره استخفافاً متواصلاً من جانبها، بالاسرة الدولية». ورأت أن الانفجار في بلدة طيرفلسيه يُظهر أن «القرار 1701، الذي عرضته حكومة (رئيس الوزراء السابق ايهود) أولمرت بوصفه إنجازاً كبيراً يُفرّغ من مضمونه تدريجاً».
وكتب مراسل «هآرتس» للشؤون العسكرية، عاموس هرئيل، أن «اسباب الانفجار (في طيرفلسيه)، مثل سابقه، ستبقى مجهولة على ما يبدو، وستصفه اسرائيل وحزب الله باعتباره حادثة».
وعلق القائد السابق لما كان يسمى القطاع الشرقي في جنوب لبنان خلال الاحتلال الاسرائيلي، العقيد في الاحتياط كوبي مروم، على انفجار طيرفلسيه، فقال إن «إسرائيل تعرف منذ وقت طويل أن حزب الله مسلّح جيداً، ويخرق كل الاتفاقيات». ولاحظ أن «حادثة الانفجار توضح أنه يقيم منظومة جدية في المنطقة الواقعة جنوبي الليطاني، فحزب الله يواصل تسلحه، تمهيداً للمواجهة المقبلة» مع إسرائيل.
وذكرت صحيفة «هآرتس» امس أن الشكوى الاسرائيلية لدى مجلس الامن تضمّنت اتهاماً مباشراً للجيش اللبناني بمساعدة حزب الله، إذ ورد فيها أن «جهات في الجيش اللبناني تتغاضى عمداً عما يقوم به حزب الله من إعادة بناء بنيته التحتية العسكرية في جنوب لبنان».
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «معاريف»، امس، نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن «الجيش الإسرائيلي طلب أخيراً من ضباطه المقيمين في اوروبا مع أسرهم الحذر والتنبه بعد ورود إنذارات عن توجه لدى حزب الله لاغتيالهم، انتقاماً لمقتل المسؤول العسكري للحزب عماد مغنية».
وكشفت الصحيفة أن «المؤسسة الامنية في إسرائيل طلبت من ضباطها توخي الحذر في المناطق التي يسكنها مسلمون، ولهم علاقة وثيقة بحزب الله، إذ إنه يجتهد لتنفيذ اعتداءات ضد أهداف إسرائيلية».

Script executed in 0.20217609405518