حذر بحث ضخم حول المناخ ، شاركت فيه 21 منظمة رائدة ، من أن كوكب الأرض يمضي نحو فصول صيف خالية من الجليد خلال العقود المقبلة قد تمثل كارثة مناخية لا مفر منها .
وتوصل البحث المنشور في دورية "Geophysical Research Letters" والذي شمل استخدام 40 نموذج مناخي مختلف، إلى أن المحيط المتجمد الشمالي سيصبح على خاليا من الجليد خلال فصول الصيف قبل عام 2050، وفقا لصحيفة "إندبندنت".
وفسر البحث ذلك بتسارع معدلات الاحتباس الحراري، وارتفاع درجات حرارة القطب الشمالي إلى درجتين مئويتين، أي أعلى مما كانت عليه في عصر ما قبل الصناعة.
ولفت ديرك نوتز، الذي يقود المجموعة البحثية عن الجليد البحري في جامعة هامبورغ الألمانية، إلى أمر صادم ومثير، حيث قال إنه حتى لو انخفضت الانبعاثات العالمية سريعاً وبدرجة كبيرة، وثبت معدل الاحتباس الحراري عند أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة، فلن يمنع ذلك اختفاء الجليد البحري للقطب الشمالي أحياناً في فصل الصيف، حتى قبل حلول عام 2050.
وعما سيحدث لو ذاب جليد القطب الشمالي يقول عالم المناخ في جامعة بنسلفانيا، مايكل مان إن القطب الشمالي هو "فريزر" كوكب الأرض الطبيعي، والتغيرات التي تطرأ عليه لن تؤثر فقط في القطب الشمالي، بل ستطال كوكب الأرض بالكامل.
وتابع "كوكبنا له نظام مترابط، وتلاشي الجليد له آثار نعاني منها بالفعل في الجنوب، منها تسريع وتيرة الاحتباس الحراري العالمي، وارتفاع مستويات البحار، وازدياد معدل الكوارث الطبيعية الشديدة، مثل الفيضانات".
وتقول الصحيفة البريطانية إنه بسبب الاحتباس الحراري العالمي انخفضت المساحة الكلية للجليد البحري الذي يغطي المحيط الشمالي سريعاً خلال العقود القليلة الماضية.
وتؤثر قلة مساحة الجليد على مناخ القطب الشمالي ونظامه الإيكولوجي، إذ يمثل الغطاء الجليدي موئلاً وأرض صيد لحيوانات الفقمة والدببة القطبية، ويحافظ على القطب الشمالي بارداً من خلال عكس أشعة الشمس.