أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الراعي «العراب» لسلامة وشركائه: منح «الغفران» لسارق لا يتوب

الإثنين 27 نيسان , 2020 06:44 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 13,187 زائر

الراعي «العراب» لسلامة وشركائه: منح «الغفران» لسارق لا يتوب

هيام القصيفي - الاخبار 

دخول بكركي على خط الأزمة المالية تأخر كثيراً. أموال الناس تسرق منذ ما قبل تشرين الأول الفائت، لكن بكركي لم تتدخل إلا حين اقترب شبح الانهيار من حاكم مصرف لبنان. بين الرعية ومن عمل فيها فساداً وقف الراعي الى جانب الفاسد

من أفضل المشاهد السينمائية لوصف العلاقة بين سلطة المال وبعض السلطة الكنسية، ما جسده فيلم «العراب» عن العلاقة التفصيلية الفاسدة مع العصابات والمصارف ورجال المال وغيرهم، والقائمة على المصالح التي يغلبها بعض الأساقفة والكهنة على حقوق الناس. ليست غريبة علاقة الكنيسة بالمال، الفاتيكان كما الكنائس المحلية: علاقة مصالح متبادلة وضرورية أحيانا كثيرة حين تقوم الكنيسة الحقيقية على الخدمة الاجتماعية والتربوية والاستشفائية والكنسية، فتحتاج إلى المصارف والمال، لكنها ترتقي في ظل مسؤول روحي يتمتع بأخلاق كافية ليضع الكنيسة فوق الشبهات. هناك بابوات وأساقفة وكرادلة ومطارنة عُرفوا بفقرهم، وهناك العكس تماماً. وفي كنيسة لبنان المارونية كان لنا بطاركة وأساقفة عاشوا واستقالوا أو ماتوا فقراء، وكان لنا أيضاً في المقابل من تحوم حوله الشبهات. هناك من يجمع أموالاً ليبني كنيسة أو مستشفى أو دار عجزة، وهناك من يبني منازل له، ويجمع أموالاً لمقرّبين منه، ومن يغزل علاقة سوية مع المصارف ويمنح رؤساء ومسؤولين حزبيين أراضي وقفية. كان لنا بطاركة وأساقفة يدافعون عن الفقراء والجياع وعن الحق والحرية، فصار لنا اليوم من يدافع عن شخص حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، بحجة الدفاع عن «وجه لبنان». لا نعرف أي وجه للبنان الذي دافع عنه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمس وقبله، حين أجرى اتصالات هاتفية لإبقائه في منصبه، فيما تُسرق أموال الناس وودائعهم وتضيع حقوقهم. ولا نعرف أيضاً أي وجه للبنان يدافع عنه مؤيدو الراعي في حملته هذه: هل هو وجه لبنان الذي حمله الراعي الى سوريا للقاء الرئيس بشار الأسد، أم الوجه الذي حمله في زيارة «تاريخية» الى السعودية، أم الذي ذهب فيه الى فلسطين، أم الى الضاحية الجنوبية للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله؟ وأي وجه للبنان يدافع به الراعي عن سلامة، هل هو وجه المصرف المركزي والمصارف التي له فيها أصحاب وأصدقاء وأموال الكنيسة والمطرانيات والرهبانيات والمستشفيات والمدارس الكاثوليكية، وكثير منها أيضاً ضاعت تحت وطأة تدابير المصارف وإداراتها، أم وجه الفقراء والأبرياء الذين نُهبت أموالهم وتدهورت قيمة عملتهم؟ الى أي جانب يفترض أن ينحاز رأس الكنيسة؟ الى الشخصيات التي تعمل بصمت من دون توقف منذ اندلاع الأزمة لتأمين أبسط مقومات الحياة اليومية للناس، أم الى الذين يسرقون لقمة الناس؟ وهل الدفاع عن سلامة يتم حصراً لأنه يشغل «موقعاً مارونياً» فرّط به شاغله واستخدمه لغايات شخصية له ولحلقة المنتفعين منه، أم لأنه نقطة تقاطع مصالح متشابكة بين الكنيسة والمصارف وأسماء كثيرة معروفة بين الطرفين؟ هو نفسه هذا الموقع صاحب السياسة المالية والاقتصادية التي أدانها المجمع الماروني كمرجعية كنسية، إذ أفرد مساحة واسعة للاقتصاد لأنه في صلب «اهتمامات الكنيسة». وهو تحدث عن سياسة الاعمار التي لم تستلهم مبادئ العدالة، ودخول لبنان عهد الصفقات والمضاربات والتبذير والفوائد العالية... والتشوهات الاقتصادية والمالية، داعياً في ظل ما أنتجته السياسة النقدية من دين على لبنان «الى تغيير المسلك الاقتصادي والمالي والنقدي الذي أصاب المجتمع بأضرار جسيمة».
لا يُمنَح «الغفران» لسارق يعترف، من خلال تعاميمه اليومية، بأنه لن يتوب
 

لقراءة المقال كاملاً على الرابط التالي: https://al-akhbar.com/Politics/287759

Script executed in 0.18592000007629