في تلك الليلة، رأيت "بنت جبيل" بصورة متلونة المعاني. فكيفما التفت رأيت الأضواء مشـتعلة وكأنها اضاءت شموع الامل القادم في كل مكان من أعلى المباني إلى أقصرها وأصغرها حجما. أما المظلمة منها لم يصل إليها النور بعد لأنها ما زالت قيد الإنشـاء. أحسسـت بالطمأنينة رغم سـكون الساعة الثانية ليلاً، الذي يقاطعه عواء الكلاب الليلية بين حين وآخر. شـعرت وكأن تلك الأنوار المشـتعلة هي تحد لكل من حاول إطفاءها. وفي تلك اللحظة مرّ شـهبٌ في السـماء وتمنيت أن تبرز بنت جبيل جمالها الخلاق وتسـطع بأنوارها إلى الأبد...