كتب محمد حسين بزي:
هو الموت، الحقيقة الكبرى في الوجود، "الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا"، لكن الحاج عبد اللطيف شرارة (أبو علي) كان في نباهة دائمة في كل حياته.. كان النبيه المؤمن الربيب للمسجد، والحاضر الأول في مجالس أبي عبد الله الحسين (ع)، والصابر الباسم في ردحات المصائب والنوازل.. كان محياه يخبرك عن معدنه العاملي الأصيل، يلاقيك بالبسمة والسلام قبل أن تبادره بهما، ولعَمري كيف يموت من كانت هذه ذاكره وتلك خصاله في قلوب عارفيه.
لقد كان والداً لكل من عرفوه بسمو أخلاقه، بروحه النقية ودينه الفطري الأصيل الذي كان دائماً ما كان يشدني إليه.
فقد تعرفت إلى أبي علي لأول مرة في منزل العلامة المقدس سماحة السيد محمد علي فضل الله (رض) الذي كان يحبه جداً، وكثيراً ما كان يثني عليه في ظهر الغيب. أيضاً، كان رحمه الله من الرواد الدائمين لمعرض الكتاب الذي كنت انظمه كل سنة في بنت جبيل بعد التحرير، وكم سعدتُ يومها بالحديث إليه، والغرف من معينه العذب الزلال، والتخلّق بأخلاقه العالية، رغم أنها كانت ساعات قليلة في صحبته، لكنني تعلمتُ منها الكثير، سيما وأنه صديق حميم للوالد الحاج عبد المنعم بزي.
هذه الطهارة وتلك السجايا لأبي علي أصبحت من الندرة بمكان هذه الأيام، لكن عاطر ذاكراه، وذكرى أمثاله من أبناء بنت جبيل الأصيلين كفيلة أن تنهل منها الأجيال تلك المناقب.
رحمه الله في الصالحين، وألحقه بمن تولّى محمد وآله الأطهرين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
والحمد لله من قبل ومن بعد.
محمد حسين بزي