بث التلفزيون العربي وثائقيا تاريخيا من إنتاجه بعنوان مملكة الحجاز.
الفيلم الذي امتد على مدار ساعة تعرض لملف غاب طويلا عن النوافذ الإعلامية العربية وإن كان حاضرا في أروقة الباحثين لا سيما في تاريخ الشرق الأوسط ومنطقة الخليج.
يروي الوثائقي قصة نهاية حكم الهاشميين للحجاز تمهيدا لقيام الدولة السعودية على يد النجدي عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
تبدأ السردية في فيلم التلفزيون العربي بتولي الشريف حسين بن علي حكم الحجاز بتكليف من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني قبل أشهر من الإطاحة بالأخير.
ينتقل الفيلم بعدها إلى اندلاع الثورة العربية الكبرى ضد الحكم العثماني، إبان الحرب العالمية الأولى، على يد الشريف حسين بن علي الذي رأى فيها نواة لمملكة عربية تمتد في المشرق العربي.
ومن خلال التجول بين وثائق أرشيفية نادرة يكشف وثائقي “مملكة الحجاز” الدور البريطاني في إعادة رسم منطقة الشرق الأوسط ولا سيما الجزيرة العربية والشام على أنقاض الخلافة العثمانية.
يروي الفيلم كيف انقلب البريطانيون على وعودهم للشريف حسين بن علي بمملكة عربية ممتدة بعد أن رفض الأخير مخططاتهم لحدود جديدة من خلال اتفاق سايكس بيكو إلى جانب رفضه وعد بلفور بوطن لليهود في فلسطين.
وفي خط درامي موازي يكشف الفيلم عن اتصالات حاكم نجد عبد العزيز آل سعود بالحكومة البريطانية في الهند ما مهد لبناء الثقة بين الطرفين بعد أن رأى البريطانيون في "ابن سعود" حليفا قويا مناسبا يتبعه جيش عقائدي تمثل في جماعة “إخوان من طاع الله”.
تتصاعد الأحداث التاريخية في وثائقي التلفزيون العربي وصولا إلى معركة “تربة” التاريخية بين عبد العزيز آل سعود وقوات حاكم الحجاز الشريف حسين بن علي بقيادة نجله عبد الله. ويروي الفيلم كيف انتصر جيش عبد العزيز وإخوان من طاع الله في المعركة المفصلية بعد أن انحاز لهم أمير الخرمة الشريف الهاشمي خالد بن لؤي.
يروي الوثائقي كيف أن بن سعود وقواته سيطروا على الطائف بعد ذلك وتمددوا في الجزيرة العربية إلا أنهم امتنعوا عن دخول مكة وإسقاط حكم الشريف حسين بن علي إلى أن قرر الأخير إعلان نفسه خليفة للمسلمين ما استفز عبد العزيز آل سعود وقرر بناء عليه إسقاط حكم الهاشميين للحجاز.
يصل الوثائقي هنا إلى تفاصيل تنازل الشريف حسين بن علي عن عرش الحجاز ومن ثم ركوبه البحر إلى ولاية شرق الأردن حيث حكم ابنه عبد الله بن الحسين.
،من أهم ما وثقه الفيلم وعود بن سعود لأهل الحجاز بأنه سيدع لهم اختيار من يحكمهم من بينهم وأنه سيعقد مؤتمرا إسلاميا للإشراف على الحرمين قبل أن ينقلب على تلك الوعود ويبسط سيطرته على الحجاز لتتحول إلى مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها تمهيدا لإعلان قيام المملكة العربية السعودية لاحقا.
ومن بين مؤشرات التغيير الثقافي والديني التي طرأت على الحجاز، بعد سيطرة عبد العزيز آل سعود وجيشه عليه، اختار الفيلم الإضاءة على واقعة تاريخية شهيرة هي واقعة المحمل المصري التي اعتدت فيها قوات عبد العزيز على قافلة الحجيج المصرية التي تحمل سنويا كسوة الكعبة في أجواء احتفالية. الاعتداء جاء بدعوى أن الطقس السنوي بدعة ونوع من الشرك وأدت الواقعة لمقتل الكثير من الحجيج المصريين وامتناع مصر عن إرسال الحجاج حتى نهاية عهد الملك فؤاد.
ختام الفيلم كان بمشهد مهيب لجنازة الشريف حسين بن علي قبل أن يدفن في القدس وفق وصيته وبعد نحو خمسة أعوام من سقوط مملكته في الحجاز.