أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مسؤول في معهد البحوث الإيطالي: حتى لو صنعنا لقاحاً لا يزال الفيروس غامضاً!

الثلاثاء 12 أيار , 2020 01:57 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 9,611 زائر

مسؤول في معهد البحوث الإيطالي: حتى لو صنعنا لقاحاً لا يزال الفيروس غامضاً!

ساهم وعي السكان الصحي وسياسة الحجر التي أتبعتها الدولة الإيطالية في الحد من تبعات "كوفيد 19" المستجد. خلال فترة الحجر أعتاد الإيطاليون على ارتداء الكمامات واحترام قواعد التباعد الإجتماعي، وهما عاملان أساسيان ساهما بالسيطرة على الفيروس. واستطاعت الفرق الطبية تشخيص المصابين بفيروس "كورونا" مبكرا وتوفير العلاج المناسب لهم.
وقامت السلطات الإيطالية، في المرحلة الثانية التي بدأت في الرابع من أيار الجاري، بتطبيق إجراءات جديدة لضمان توفير الكمامات لجميع المواطنين. ووضعت على مداخل جميع المباني أجهزة لقياس حرارة الجسم، وكاميرات حرارية في المباني الكبرى. هذا التطور الإيجابي سمح للبلاد باستئناف الحركة ولو بشكل حذر، فالفيروس ما زال متربصا ولم يقض عليه.
وتخطط السلطات لإعادة فتح المتاجر الصغيرة في 18 أيار المقبل، بعد أن فرضت إغلاقا لاحتواء الفيروس منذ العاشر من آذار الماضي. لكن فتح أبواب المدارس والجامعات أرجأ لشهر أيلول. وستمنح المؤسسات التعليمية إفادات نجاح للجميع ما عدا الجامعات.

انتقلت إيطاليا من حال شبه انهيار للنظام الصحي، بعدما هاجمت طفرة هائلة ومفاجئة من المرض الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة في المستشفيات في المنطقة الشمالية، والتي لم يكن يتوفر فيها عدد كاف من أسرة وحدات العناية المركزة أو أجهزة التنفس الأطصناعي إلى مرحلة جديدة، أي الانتقال من مربع هجومي إلى آخر لاحتواء الفيروس.
كان الفيروس الذي أصاب إيطاليا يتميز بسرعة العدوى ما أدى إلى نسبة عالية لا سابقة لها في أعداد الإصابات والوفيات وبين الأطباء والكادر الطبي، فقد وصل عدد الأطباء الذي توفوا من كورونا في إيطاليا إلى 75 طبيبا وإصابة أكثر من عشرة آلاف عامل في المجال الطبي. وكان ولا يزال كبار السن ضحايا العدوى، في بلد واحد من أعلى دول العالم في ارتفاع أعمار سكانها إذ إن نحو 23.3 في المئة من مواطنيها فوق سن الـ65، وهو ما زاد من فرصة انتشار المرض بينهم.
يقول مدير مختبرات الفيروسات في مستشفى "سان رافائيلي" بمدينة ميلانو ماسيمو كليمنته إن الفيروس "لم يعد بالشراسة نفسها التي عرفناها في البداية. لدينا معطيات تثبت ذلك منها انخفاض عدد المرضى في أقسام العناية الفائقة والعدد الكبير من المرضى الذين يتماثلون للشفاء في منازلهم".

وفي السياق عينه، أجرت مجموعة من المراسلين الأجانب من بينهم "الوكالة الوطنية للأعلام" عبر تقنية الفيديو مقابلة مع مدير قسم العلوم الوراثية في المعهد العالي للبحوث CNR جوفاني ماغا حول تحول الفيروس مع مرور الوقت فقال: "كوفيد 19 هو هدف متحرك ومتغير. حتى لو صنعنا اللقاح علينا الأخذ في الاعتبار تغير سلالته الجينية، كما يتبين لنا بين الحين والأخر".
أضاف: "هناك أمور عدة ما زالت غامضة نبحث عن أجوبة لها مثل التفاوت بين سمات هذا الفيروس بين منطقة وأخرى، ولماذا يبدو شديد العدوى وخطير المضاعفات ويؤدي إلى أعداد كبيرة من الإصابات والوفيات في منطقة دون الاخرى. فحتى اليوم تتركز 50 بالمئة من الإصابات في مناطق الشمال حيث لا تشكل المناطق المنكوبة سوى 17 في المئة من سكان إيطاليا. لا شك أن فيروس كورونا قد تعرض لتحور أثناء تنقله جعله أكثر أو أقل خطورة في منطقة أكثر من أخرى".
الوكالة الوطنية للإعلام

Script executed in 0.18842196464539