حذرت الأمم المتحدة من مخاطر جديدة على الأطفال والبالغين على حد سواء، قد يتسبب فيها فيروس كورونا المستجد، ولا سيما الأمراض العقلية.
صحيفة نيويورك تايمز "قالت إن الحكومات لاحظت بعض الآثار والعواقب غير المقصودة لعمليات الإغلاق والقيود الأخرى، بما في ذلك تصاعد العنف المنزلي.
في المكسيك مثلا، أعقب قرار حظر مبيعات الكحول عشرات الوفيات بعد أن شرب الناس الكحول الملوث محلي الصنع.
الأمم المتحدة قالت الأربعاء، إن ملايين الأطفال معرضون لخطر الموت، ليس بسبب كوفيد- 19، ولكن لأسباب يمكن أن تكون ذات علاقة بالأمراض النفسية.
منظمة يونيسيف قالت من جانبها في تقرير سابق، إنه بسبب عدم القدرة على الحصول على الرعاية في المستشفيات التي تعاني من الإجهاد لمكافحة الفيروس، فإن أكثر من مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات أو أقل سيموتون كل ستة أشهر.
وحذرت منظمة الصحة العالمية، وهي الهيئة الصحية التي تعمل على تنسيق الجهود العالمية لمكافحة المرض، الخميس، من أزمة مرض عقلي تلوح في الأفق نتيجة "العزلة والخوف وعدم اليقين والاضطراب الاقتصادي". الناجم عن الوباء.
رئيسة قسم الصحة النفسية في منظمة الصحة العالمية، ديفورا كيستيل، قالت إن العالم يمكن أن يتوقع ارتفاعًا حادًا في شدة الأمراض النفسية، لاسيما بين الأطفال والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
وتابعت "لقد تأثرت الصحة العقلية لمجتمعات بأكملها بشدة بسبب هذه الأزمة وهي أولوية يجب معالجتها على وجه السرعة".
ووسط النقص في المعدات الطبية ومعدل الوفيات المرتفع بين المرضى، يطال الإحباط الطواقم الطبية التي تخوض معركة شرسة ضد وباء كوفيد-19، وسط تحذيرات بأن "العواقب النفسية ستكون أكبر لاحقا" في مستشفيات المنطقة الباريسية كما في أماكن أخرى من أوروبا، تقول وكالة فرانس برس.
الوكالة نقلت عن رئيس قسم الإنعاش في مستشفى "أفيسين" في بوبينيي بضاحية باريس إيف كوهين قوله "نواجه كل يوم بيومه".
الرجل أبدى في السياق تخوفه من الآثار النفسية التي قد تترتب عن الضغط الذي عاشه الأطباء والممرضون والمسعفون خلال الجائحة وقال إن تلك الآثار السلبية ستطفو على السطح بعد نهاية الضغط الحالي.
وأصاب فيروس كورونا المستجد أكثر من 4 ملايين شخص عبر العالم وتسبب في مقتل أكثر من 300 ألف آخرين.
مختصو الطب النفسي يقولون إن الوطأة النفسية لهذه الحصيلة العالية تثير قلقا شديدا بين أفراد الطواقم الطبية.
وتحدث أمين عام نقابة "سود-سانتي" في مستشفى فرساي سيباستيان بوان في فرنسا عن "المعاناة النفسية للزملاء الذين يتحتم عليهم إغلاق الأغطية على جثمان مريض لفظ أنفاسه". وأضاف "حتى في أقسام الإنعاش، يكون الأمر قاسيا مهما كانوا مهيّئين له".
وروت ناتالي الممرضة في مستشفى "كرملين-بيسيتر" بجنوب باريس، قائلة "ثمة كثيرون ينهارون، وكثيرون يبكون". ورأت أن "الأضرار النفسية ستكون كبيرة. وخصوصا على الطلاب".
ويواجه العاملون في الرعاية الصحية المعاناة ذاتها في دول أخرى مثل الولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا.
وقالت فرانسيسكا بوناري العاملة في قسم الطوارئ في مستشفى كريمونا في إيطاليا "أُنهكنا جسديا ومعنويا" بينما نشرت زميلتها الممرضة ميلان أليسيا بوناري صورة لوجهها تظهر عليه آثار الكمامة الواقية، موضحة أنها "متعبة نفسيا، مثل جميع زملائي".
وأوضح عميد نقابة الأطباء النفسيين في مدريد فرناندو تشاكون "إنهم يخضعون لعبء عمل هائل يضاف إليه إرهاق عاطفي، فهم يأخذون قرارات تؤثر على حياة أشخاص، ويتملكهم إحساس باليأس بسبب نقص المعدات"، بحسب ما نقلت عنه هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة الإسبانية على موقعها الإلكتروني في أواخر مارس.
ويترقب العاملون في المستشفيات مواصلة المعركة ضد الوباء لأسابيع مديدة. وعلقت ناتالي وهي ممرضة "لا أفهم كيف يمكن أن يتكلموا عن رفع الحجر المنزلي، ما زال (المرضى) يتوافدون باستمرار" متسائلة "متى سينتهي كل ذلك؟".
المصدر: الحرة