اشهر قليلة تفصل تجار بنت جبيل للانتقال الى السوق التجاري الذي قارب على الانتهاء من اعادة اعماره بعدما تكفلته دولة قطر. واللافت منذ الآن كما يبدو هو تهافت التجار الذين لا يملكون محالاً في السوق للاستئجار بغية تأمين مكاناً مناسباً للاسترزاق في ظل الازمات والهموم المعيشية الصعبة. ولاشك في ان هذا التهافت الذي يأتي قُبيل الانتهاء من اعادة الاعمار على سوق بنت جبيل الجديد و" الواعد" كما يسميه ويطلق عليه اهالي البلدة، ادى الى ارتفاع نسب ايجار المحلات التي اصبحت تتراوح بين 500 و 1200 دولار للمحل الواحد، مع ندرة التوفيق بالمحال الواسعة والواقعة على المحاور الرئيسية، هذا ان وجدت، مما جعل بعض المواطنين العازمين افتتاح محالاً لهم في السوق يشكون من هذه الأسعار التي أصبحت ترتفع يوما بعد يوم. ويعزو احد المواطنين هذا التهافت المتجدد على سوق بنت جبيل المتجدد الى جملة من العوامل من بينها: اهمية سوق بنت جبيل التاريخية كنقطة التقاء للمواطنين من القرى والبلدات المجاورة، وجمالية العمارة التي اكتسبتها السوق حتى الآن، ولاهمية وجود بعض المصارف والمكاتب وعيادات الاطباء من دون ان نغفل وجود فرع (الجامعة اللبنانية)، ومحال تجارية وما تفرضه من حركة زبائن وزائرين، بالاضافة الى عوامل اخرى يمكنها ان تشجع المواطنين على المسارعة لتأمين محالاً لهم.
ومع الارتفاع المستمر في أسعار ايجار المحال أصبح من الصعب الحصول على محل باجرة 300 دولار أو حتى بـ 400 دولاراً مما جعل المواطنين يشكون مطالبين بخفض أسعار الإيجار حتى يصبح بإمكانهم الاستئجار والاسترزاق وخصوصا أن هناك العديد من العمارات التي بينت حديثاً، امنت نسبة كبيرة من المحلات. وفي هذا الصدد يقول التاجر علي حراجلي من بنت جبيل الذي يملك متجراً لبيع الالبسة : اردت الانتقال بمحلي الى السوق الجديد ورحت ابحث للاستئجار سلفاً ريثما يتم الانتهاء من اعمار السوق، فتفاجئت بالاسعار التي وضعها اصحاب العقارات التي بدت خيالية ونارية، وحتى الآن لدي الخيار الوحيد وهو البقاء مكاني الى حين اوفق بمحل تتناسب اجرته مع المدخول الشهري للمحل.
وعلى هذا المنوال مازال بعض المواطنين في حيرة من أمرهم بسبب ارتفاع إيجار المحال إلى أسعار خيالية مرشحة للصعود الى درجة جنونية مع تقدم الايام، اذ بات من الصعب ان يتفهم المواطن التاجر هذه الاسعار التي تشتهر بها الاماكن السياحية مثل وسط بيروت والحمرا، الى ان وصل الامر مع احد المواطنين الذي اذهل بالاسعار، فقال متعجباً " شو نحنا بايطاليا"!.