أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

عن كفاح السيدات في قطاف الذهب الأخضر: "أم علي" التي لم تتخلّ عن شتلة التبغ "نُصفّق لهم وهم لا يروننا.. نحن عمّال لا حقوق لنا"

الأربعاء 03 حزيران , 2020 10:33 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 12,374 زائر

عن كفاح السيدات في قطاف الذهب الأخضر: "أم علي" التي لم تتخلّ عن شتلة التبغ "نُصفّق لهم وهم لا يروننا.. نحن عمّال لا حقوق لنا"

كتب رمال جوني في صحيفة نداء الوطن تحت عنوان"سيّدات التبغ مُكافحات بلا حقوق": خرج الناس من حجرهم، عادوا إلى مُزاولة حياتهم كالمعتاد، لم يعد "كوفيد-19" يُقلق راحتهم بقدر ما يقلقهم إهتراء الوضع المعيشي. يشعر الناس بالغبن، بالخوف، كل شيء حولهم تغيّر. بعضهم لم يُبالِ بالأزمة المستفحلة، مارس رياضة المشي في الطريق، عبَر قرب أكوام النفايات وكأنه يمرّ في جبال الألب، حتى الرائحة المتعفّنة لم تؤثر فيهم، تصالحوا مع كل شيء حتى مع التخلّي عن النزهات. ما يُقلق الناس هذه الأيام تدهور عملتهم، فهي لم تعد تساوي شيئاً، لم يعد بمقدورهم حتى دفع فواتير الدولة المتراكمة، ومع ذلك يركض الناس في الطريق، يجهدون لتنحيف أجسادهم الممتلئة قهراً وفقراً، بعدما عجزوا عن محاربة الغلاء. يعبرون من قرب حقول التبغ، يتوقّفون لمشاهدة كفاح السيدات في قطاف الذهب الأخضر، توسّعت رقعة الأراضي الزراعية من جديد، دفعت "كورونا" كثراً الى العودة لزراعة التبغ مع ما تحمله من معاناة، فيما فضّل البعض زراعة الملوخية، وتشكّل المرأة العمود الفقري لكلتا الزراعتين.

لا تقلّ شتلة الملوخية أهمية عن شتلة التبغ، وإن كانت شتلة التبغ أكثر مرورة من غيرها، دفعت بأبناء الجنوب لتحمّل صبرها ومرِّها، لتجاوز محنتهم المعيشية على مرّ السنوات الماضية، بالرغم من أنهم لم يحظوا يوماً بتعبهم، بقوا مغبونين سواء في السعر الذي يُقدّم لهم كثمن الكيلو الذي لا يتجاوز الـ12 الف ليرة، أو في غياب الدعم اللازم لمواصلة كفاحهم في الحياة.

بالرغم من الصرخات المتتالية التي خرجت من بين المزارعين، على قلّتها طبعاً، فهؤلاء، يجهلون حقوقهم. معظم العاملين في الدخان هم من النسوة، ممن حرمتهن الحياة من العمل في وظائف الدولة أو أي وظيفة أخرى، وُلدن وترعرعن داخل حقول التبغ، لم يعرفن مهنة أخرى، حتى أنهن يجهلن أبسط حقوقهن، بقين على سجيّتهن، مغبونات الحقوق والواجبات، حتى النقابة لم تنصفهنّ، غلبت عليها الذكورية، أكثر من تغليب نفسها بالدفاع عن حقوق من يواجهن المعاناة الطويلة لتحصيل لقمة عيش، لا تقلّ بمرورتها عن شتلة التبغ...

لم تتخلّ أم علي عن شتلة التبغ، فبالرغم من مرورتها بقيت سندها، تواجه من خلالها صعوبات الحياة. في الحقول حيث شتلات التبغ المرّة، تنهمك أم علي في قطافها، فالموسم بدأ، تعمل "من الفجر للنجر"، تتحدّى "كورونا" والأزمة المعيشية بالعمل. لا تنفك تُردّد "نحن عمّال لا حقوق لنا، تلوم "نواباً إنتخبناهم ولم يعطونا حقوقنا، نُصفّق لهم، وهم لا يروننا".
لمزيد من التفاصيل:nidaalwatan.com/article/22443
المصدر: رمال جوني - نداء الوطن 

 

Script executed in 0.18849301338196