اعتبر مفتي صيدا والزهراني الجعفري الشيخ محمد عسيران ان "هناك في لبنان من يريد ايقاع وايقاظ الفتنة لمآرب سياسية"، داعيا إلى "عدم الانجرار لها، والالتفاف حول بعضنا البعض ضمن دائرة واحدة وطنية للخروج من الأزمات التي تعصف به."
وقال عسيران في نداء وجهه من دار الافتاء الجعفري في صيدا: "ان لبنان بلد الحضارة والرقي والثقافة المتنوعة وان الشعب اللبناني شعب راق قديم، اخترع الحرف وصدره للعالم فعلينا ان نبقى ضمن دائرة الحضارة والفهم. الاسلام عظيم جدا حفظ الحقوق للفرد وللجماعة وللمجتمع. والنبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه، جاء من عند الله بالاسلام العارف بالحقوق. الله تبارك وتعالى يخاطب نبيه الأكرم بقوله "وانك لعلى خلق عظيم". والنبي الأكرم يخاطبنا "انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". فما بعث عليه النبي وما جاء من اجله هو مكارم الأخلاق وعدم الاساءة للآخرين. فكيف اذا كان هذا الآخر ممن يعني للنبي الأعظم وممن كان بجانب النبي الأعظم ورأى محمدا وعاصره وعايشه. علينا ان نحترم ما قاله النبي وان نجل من كان مع النبي لأن من مكارم الأخلاق عدم السباب والشتائم".
أضاف: "ان السيدة عائشة رضي الله عنها، هي ام المؤمنين بنص الكتاب الكريم وهي زوج النبي صلى الله عليه وآله. والإمام علي عليه السلام حين رجعت من البصرة قال "ولها مثل الذي كانت عليه"، وانتهى الأمر وعادت الى مكانتها والى بيتها. علينا ألا ننجر خلف اصحاب الأهواء والميول. ان في المجتمع اللبناني من يريد ايقاع الفتنة بين السنة والشيعة، الشيعة اتباع الامام في زمن الغيبة - نعود للمراجع العظام - الشيعة إما اناس ثوريون يقلدون الامام الخامنئي والامام الخامنئي حرم تحريما قطعيا سب ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها والصحابة، والآخرون قلدوا سماحة الامام السيد السيستاني الذي حرم بدوره ما حرم الله تبارك وتعالى من سب ام المؤمنين أو احد من الصحابة او احد من السنة، لا بل نهى، وقال "لا تقولوا عن السنة أخواننا بل هم انفسنا". نحن وهم واحد وخطنا واحد فعلينا ان نتنبه وان نتدبر الأمر، ان هناك في المجتمع من يريد ايقاع وايقاظ الفتنة لمآرب سياسية".
وتابع: "نحن نجل ونحترم ونقدر سواء كان امهات المؤمنين او الصحابة الأجلاء، نقدرهم ونقدر اعمالهم، وعلى جميع الشيعة الالتزام بما اطلقه المراجع العظام في هذا الخصوص، نبهوا من الفتنة، وان يحذروا الفتنة وألا ينجروا نحو الفتنة. الشيعة والسنة مسلمون، القوى السياسية فرقت وجعلت هناك شيعة وسنة، بل الواقع ان الاسلام واحد، اصوله واحدة وفروعه واحدة. علينا لالتزام بما امرنا الله تبارك وتعالى كي لا تكون السياسة هي الرائد الأساس للانحراف عن طريقنا لمآرب سياسية تزيد في الطين بلة وفي الوضع انحرافا".
وأردف: "لبنان اليوم يعيش مجموعة ازمات كبيرة، سياسية واقتصادية ومعيشية وتربوية، فالمدارس لا تستطيع دفع الرواتب والمصاريف الا اذا دفع الطلاب الأقساط والطلاب غير قادرين، وهذا امر بديهي. ان المدارس تعاني من ازمة ولا تستطيع تدبر امرها، والمواطن لا يستطيع تدبير لقمة العيش، والبلد معطل والدولة معطلة والأمور تذهب في غير ميزانها".
وختم: "علينا ان نلتف حول بعضنا البعض ضمن دائرة واحدة وطنية، علي ان اكون مواطنا وعليه ان يكون حاكما صالحا. يجب ان نكون مواطنين ملتفين حول المواطنة للخروج من هذه الأزمة لنبني وطنا وبلدا. علينا بناء لبنان والخروج من هذه الأزمة للوصول الى لبنان الواحد الموحد، ابناؤه كلهم يعيشون في دائرة الوطن لا في الدائرة الاسلامية ولا في الدائرة المسيحية. ما من أحد في لبنان يمنع الآخر من ممارسة طقوسه الدينية بما يشاء وكيفما يشاء. انا مسلم، انا شيعي، هو مسلم هو سني، نحن واحد، يمارس كل منا طقوسه الدينية، والآخر المسيحي نحترم ونجل ونقدر، يمارس طقوسه الدينية، لكن علينا ان نلتقي ضمن دائرة واحدة، لان لبنان وطن لجميع ابنائه".