أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

فُقدان الأعصاب تحول الى مرضاً مؤقتاً....الأزمات المعيشية تُلاحق الفقراء وتتحوّل نفسية وعصبية وهروباً الى المُهدّئات!

الأربعاء 17 حزيران , 2020 10:07 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 6,823 زائر

 فُقدان الأعصاب تحول الى مرضاً مؤقتاً....الأزمات المعيشية تُلاحق الفقراء وتتحوّل نفسية وعصبية وهروباً الى المُهدّئات!
تحت عنوان "الأزمات المعيشية تُلاحق الفقراء وتتحوّل نفسية وعصبية وهروباً الى المُهدّئات" كتب محمد دهشة في نداء الوطن: 
 
أفقدت الأزمة الإقتصادية والمعيشية الخانقة ثم جائحة "كورونا" وتداعياتها، اللبنانيين أعصابهم، يُساورهم الإضطراب وقلّة النوم والخوف على مصيرهم ومُستقبل أولادهم، تحوّل فُقدان الأعصاب عند البعض مرضاً موقتاً، يُلازم سلوكياتهم وتفاصيل مُعاملاتهم اليومية، وهو يظهر بوضوح في المزاجية والعصبية وضيق الخلق والتنفّس، بينما لا يزال الولوج في هذا الموضوع ممنوعاً ويجري خلف غُرف مغلقة في غالبية الأوقات.
 
لا يخُفي أحمد، وهو ربّ عائلة لثلاثة اولاد، انه بدأ يشعر بعوارض غريبة منذ منتصف العام الماضي، تكاتفت كلّ عوامل الضغط عليه لتجعله مُتقلّب المزاج، يكون طبيعياً حيناً وعصبياً حيناً آخر من دون سبب منطقي. يقول لـ"نداء الوطن": "كنت أعمل في مطعم ومقهى متواضع في صيدا، قبل أن يُقفل أبوابه نتيجة الأزمة الاقتصادية، حاولت عبثاً البحث عن عمل بديل بلا جدوى، فأصبحت عصبياً وأُخانق خيالي، تغيّرت معاملتي مع زوجتي واولادي، وبت اكثر انعزالاً وانزواء"، قبل أن يُضيف: "خجلت من الذهاب الى طبيب نفساني للعلاج، أُدرك ان تداعيات الأزمات تحوّلت اضطراباً وعدم استقرار، لجأت الى بعض المُهدّئات وحالتي تسوء، الاحلام تحوّلت كوابيس مخيفة، أخجل من أن اتّحدث عن الموضوع، وعندما اندلعت انتفاضة تشرين، نزلت في بعض الأحيان الى ساحة الثورة، ونفّست عن غضبي وأسعى الى التغيير".
 
مُهدّئات ومُكابرة
 
في أروقة الكثير من الجلسات الإجتماعية والشبابية والعائلية، تدور أحاديث عن لجوء بعض الناس الى تناول المُهدّئات والأدوية التي تُساعد على النوم وتهدئة الأعصاب، تُصرف في الصيدليات من دون وصفة طبية، وسط ملاحظة بأن أعداد الناس زادت في الآونة الاخيرة نتيجة الأزمات المُتلاحقة من الإنهيار المالي، الغلاء وارتفاع الاسعار، ويؤكدون أن البعض بات يحكي نفسه في الشارع، والبعض الآخر أُصيب بنوبات قلبية نتيجتها، لا سيّما خلال فترة حجز الأموال في المصارف وعدم تمكّن اصحابها من سحبها كما يريدون، وإنّما وِفق آلية مُحدّدة حوّلتهم الى ما يشبه المتسوّلين مع جنى عمرهم".
 
ويؤكّد الأخصّائي في الأمراض العصبية والنفسية الدكتور خالد المصري لـ"نداء الوطن"، أنّ نتائج الأزمة لم تظهر بشكل نهائي بعد، وهي تحتاج ما بين ثلاثة الى ستة أشهر من انتهاء أي أزمة"، مُتوقعاً أن تبدأ نتائجها السلبية بالظهور بعد انتهاء "كورونا" بشكل كامل، وربما في نهاية العام الجاري إذا طال أمدها، لأن البعض ما زال يُكابر على نفسه ويحاول أن يُعالج نفسه بنفسه"، موضحاً أن "الإقبال الإفتراضي زاد على زيارة العيادات النفسية، ولكن الضائقة المالية تمنع كثيرين من تحويلها فعلية أو دائمة، لا سيما وأن المُعاينة ارتفعت بشكل كبير، وباتت تصل عند بعض الأطباء في بيروت الى 280 الف ليرة، بينما في صيدا تفوق الـ 150 الف ليرة"، مؤكّداً أن "الطبقات الفقيرة هي الأكثر تضرراً من أزمات كهذه، علماً أننا ما زلنا نحصد تداعيات الإنهيار المالي والإقتصادي والمعيشي منذ تشرين الأول الماضي، والإرتدادات السلبية، ونأمل في ألّا نصل الى الأسوأ".

 

للاطلاع على كامل المقال من المصدر: https://www.nidaalwatan.com/article/23513-

Script executed in 0.19312405586243