كتبت صحيفة النهار اللبنانية:
كنا نتمنى أن نكتب خبراً ساراً نزفه إلى اللبنانيين عن بطولة طبيّة يخوضها مستشفى الحريري الجامعي بالتعاون مع فريق طبّي من مستشفى الرسول الأعظم لإنقاذ أصغر رضيعة مصابة بالكورونا في لبنان والمنطقة. لكن الأمنيات لا تتحقق جميعها، والخبر السعيد الذي كنّا في انتظاره، تحوّل إلى خبر حزين بعد ساعات طويلة تحت الجراحة. لم تصمد الرضيعة مايا في معركتها المزدوجة مع الكورونا وتشوّهات القلب التي تعاني منها، فرحلت تاركةً خلفها غصة وألماً وأسئلة لن نعرف الإجابة عنها.
لم يتسنَ لهذه الطفلة أن ترى النور حتى كُتِب لها أن تخوضَ حرباً شرسة مع الحياة. كانت تُقاوم، لكن الفيروس متمسك فيها بشدّة، قلبها الضعيف الذي يشوبُه تشوّه خلقي لم يصمد أكثر من شهر، خطفها الموت سريعاً، جسدها الصغير خذلها... صفعة الموت جاءت قاسية على الجميع.
كانت الدعوات بالأمس تُرافق الفريق الطبي. الأنظار اتجهت مساءً إلى مستشفى الحريري الذي يخوض معركة مختلفة عن المعارك الباقية، حالة نادرة جداً فرضت نفسها في لبنان والمنطقة. فهذه الطفلة هي أصغر رضيعة مصابة بفيروس #كورونا في لبنان والمنطقة. التحدّي كبير، والآمال المعلّقة لم تشفع بإنقاذها، هذا الخبر الحزين نقله الاختصاصي في أمراض قلب الأطفال والتشوهات الخلقية في مركز بيروت للقلب الدكتور ناصر عودة، قائلاً لـ"النهار": "إننا فعلنا المستحيل لإنقاذها، أكثر من 20 يوماً ونحن نحاول جاهدين مساعدتها وتقديم الرعاية الطبية، كنا نأمل خيراً، أقله تعافيها من الفيروس، لكن المستغرب أن العدوى كانت شديدة ومتربصة بجسدها الصغير الذي يعاني أيضاً من مشاكل قلبية خلقية معقدة. 3 أسابيع مرّت على إصابتها بالفيروس، إلا أن نتجية فحص pcr بقيت إيجابية، وبرغم من الأدوية التي كانت تتلقاها الرضيعة لفتح الشرايين، إلا أن حالتها ساءت، وكان لا بدّ من اتخاذ قرار الجراحة لإنقاذ حياتها".
لمزيد من التفاصيل: annahar.com/article/1217423