أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الذكرى الـ 61 للمجزرة: درب الجلجلة

الخميس 29 تشرين الأول , 2009 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 7,260 زائر

الذكرى الـ 61 للمجزرة: درب الجلجلة

«لن يكون الصاروخ الذي أطلق ليل أمس من خراج حولا أفضل من جراح محمود حسين الحاج (17 سنة) وساقه التي بترت أمس في وادي الاصطبل في خراج حولا»، يقول المهندس والنحات سليمان سليمان ويردف: «القضية ليست الصاروخ، بل ما تعانيه بلدة حولا منذ فجر المجزرة، من 61 عاماً، وإذا كان الصاروخ تحصيل حاصل عن الفوضى وما يرتكب من مجازر هنا وهناك، وكذلك عن غياب الدولة مذّاك، إنما ساق محمود ومن سبقه على درب هذه الجلجلة هي الفعل الدموي الإسرائيلي الذي يكاد لا يتوقف، ومن هنا نربأ بوسائل الإعلام والجهات الرسمية المختصة أن تركز على الضحية، لا على القاتل».
لا يرى أبناء بلدة حولا مصادفةً ما جرى خلال اليومين المنصرمين، من انفجار القنبلة العنقودية التي زرعها العدو الإسرائيلي في حقول بلدتهم، تحت أقدام شاب من أبنائهم (وهو فعل يتكرر باستمرار، فقد سقط المواطن فؤاد موسى غنوي (45 عاماً) من بلدة حولا بتاريخ 19/3/2009 فيما كان يرعى قطيعاً من الماشية في وادي السلوقي جراء انفجار قنبلة عنقودية) ثم إطلاق الصاروخ وردّ القصف الإسرائيلي على خراج حولا، تأتي عشية الذكرى الواحدة والستين للمجزرة، «بل هو التأكيد العدواني المستمر على حولا والجنوب برمّته، ومن هنا فليتّعظ المتّعظون، ومن يراهن على مهادنة العدو». يقول سليمان.
ولجهة فوضى إطلاق الصواريخ، ذكّر سليمان أنه في 7 تشرين الأول سنة 2003 استشهد الطفل علي نادر كامل ياسين في بلدة حولا جراء سقوط صاروخ كاتيوشا أطلق من جهة وادي السلوقي وأصاب الغرفة التي كان يرقد فيها هو وشقيقه أحمد الذي أصيب بجراح متوسطة، بعدما أصاب الصاروخ منزل جدهما كامل ياسين في حي المرجة، في حولا. «وأتت هذه الحادثة في شهر المجزرة سنة 2003، وكأن ثمة من يهدف إلى تحويل الانتباه عن المجزرة وفعلها نحو فوضى تصيب العدو ويستخدمها ذريعة للاعتداء على حولا وعلى لبنان».

فجر 31/10/1948

هاجم العدو الإسرائيلي بلدة حولا فجر 31/10/1948، بقيادة السفاح مناحيم بيغن على رأس فرقة من «الهاغانا»، اعتقلت جميع من صادفته في طريقها، رجالاً ونساءً، ثم أطلقت لاحقاً سراح النسوة وعمدت إلى إعدام الرجال والمسنّين، بتدمير المنازل التي جمعتهم فيها، فوق رؤوسهم أو رميهم بالرصاص. وقد بلغوا أكثر من ستين أو سبعين شهيداً، دفنوا في قبور جماعية حيث قتلوا، ثم نقلت جثثهم إلى مقبرة خصصت لها، يطلق عليها اليوم اسم «تربة الشهداء». وسبّبت المجزرة نزوح معظم الأهالي باتجاه بيروت، حيث أقامت لهم الدولة بيوتاً من صفيح في مخيم ضبية مكثوا فيها نحو ستة أشهر، ثم عادوا إلى حولا في أوائل أيار عام 1949، بعد فترة من توقيع اتفاق الهدنة بين لبنان وإسرائيل.

Script executed in 0.1935498714447