كتبت صحيفة نداء الوطن:
فجّرت أزمة إرتفاع سعر صرف الدولار الشارع مُجدّداً، خرج اليه قلّة، قطعوا الطريق عند دار المعلمين في النبطية الفوقا. لم يمرّ هذا الإرتفاع مرور الكرام وكأن شيئاً لم يكن. الـ 6300 ليرة دفعت الناس للصراخ وكأنّ الغلاء أصاب المُعترضين دون سواهم ما دفع بريّا غندور للقول: "إذا لم ينزل الناس الى الشارع الآن متى ينزلون؟".
وأمام سراي النبطية، سُجّل تحرّك اعتراضي أيضاً، رفضاً لأن يُصبح المواطن "فرق عملة" لتصريف الأزمات التي قضّت مضاجع الناس. ويحاول إبن النبطية أن يمتصّ غضب الأسعار تارة بالمقاطعة، وطوراً بالإستعاضة عن السلع بأخرى رخيصة. فالسوق بدأ يشهد دخول بضائع سورية المنشأ، رخيصة الثمن. صحيح أنها لا تسدّ حاجته إلا أنّها برأي البعض "قرقشة ولا الجوع"، بالرغم من أنّ مؤشّرات الجوع بدأت ترتفع، ورفوف المحال تفرغ.
وحدها أزمة اللحوم والمازوت سيطرت على الساحة، حيث شهد سوق اللحوم إرتفاعاً جنونياً بالأسعار، لامس عتبة الـ40000 ليرة لبنانية، ما دفع لحّامين كثراً الى التوقّف عن البيع، لأن لا أحد يستطيع شراء وقية لحم بـ8000 ليرة في ظلّ تدهور الأوضاع المعيشية. حتى أزمة المازوت باتت تُهدّد بتقنين قاس لمولّدات الكهرباء، وأولى بشائره بدأت من بلدة حبوش الجنوبية، حيث وضع أصحاب المولدات الأهالي أمام مأزق كبير، ودعوهم الى الإحتفاظ بالشمعة والبطارية.
وامتدت الأزمة الى شركة MTC في النبطية التي توقّف إرسالها عن العمل لمدة ساعتين، فتوقّفت الخدمة نهائياً عن المشتركين الذين سجّلوا إمتعاضهم على صفحات التواصل الإجتماعي، من دون أن يُترجم عملياً على الأرض.
كلّ المؤشّرات تشير الى تعميق الأزمة وتضييق الخناق الإقتصادي أكثر، لا يبدو أن أحداً في وارد التحرّك الضاغط، باستثناء قلّة من تجّار النبطية الذين تحرّكوا عند ساحة المنشية في النبطية، وقرروا رفع صوتهم في وجه الدولار المرتفع. لم يؤازرهم باقي التجّار المنضوين تحت قبّة "جمعية التجار"، فضّلوا البقاء في موقع المتفرّج، بالرغم من أنهم يتجرّعون الكأس المُرة نفسها.