لا يـظمأ الـقلم الذي أَمَّ الرضا؟!
نـأتي نـروحُ وتُنتسى الأسماءُ يـقضي على حُسنِ الوجوهِ فناءُ لـيس الـبقاءُ بطول عيشٍ وارمٍ إنّ البقاءَ – وإن رحلتَ – عطاءُ مَـن لم يَفِدْ وجهَ الحياةِ وجودُهم فـهمُ عـلى وجـهِ الحياةِ هباءُ والـخُلدُ خَلْدُ الذكرِ، كم من خاملٍ بـين الورى ماتوا وهم أحياءُ ! جـاؤوا الحياة ولم يضيفوا نقطةً فـي سـفرها. وكأنَهم ما جاؤوا * * *
وُلدَ الرضا، لا بل لقد وُلد * الهدى فـعرا عـيونَ الـخافقيْنِ هـناءُأعـظمْ بـهِ من مولدٍ حارتْ به لـسـموِّهِ الأدبـاءُ والـشعراءُ ولـقد كـتبتُ بـمولدٍ هو مولدٌ حـطّتْ بـه فوق الرمالِ سماءُ وحـسبتُ أنّـي قدْ وَفيْتُ وإنّما تـأتي الـوفاةُ ولا يـكونُ وفاءُ * * *
لـيسَ القريضُ يَملُّ شَدوَ * عُلاكمُ أتُـمَلُّ من قِبَلِ الطيورِ سماءُ ؟!وتـفيضُ في مدحِ الرضا أقلامُنا لـيست تـجفُّ، ولايـكونُ عناءُ لا يـظمأُ الـقلمُ الـذي أَمَّ الرضا ويَـدُ الـرضا فوق العقول شتاءُ وإذا الـمكارمُ لـم تَـفِدْ شطآنَه سـتظلُّ عطشى ليس فيها رَواءُ والـسُحْبُ إنْ لم تستظلَّ بجودِهِ فـكأنّها هـي والـدخانُ سواءُ فـمديحُهُ هـو لـلمديحِ حياتُه ُ وبـيـانُه هـو لـلبيانِ غـذاءُ * * *
طـابتْ مـدينةُ جـدِّهِ * بـبزوغِه طـابتْ عـلى طيبٍ وطابَ هواءُولـقد زكـتْ بالطاهرينَ كما زكا بـالمسكِ فـيه وبالعطورِ وعاءُ أفـمَنْ لموسى الطُهرِ نَجْلٌ وارثٌ هـل تـنحني إلاّ لـه العلياءُ ؟! وسـليلُ حـيدرَ والوريثُ لعلمِهِ و دمـاؤُه من عِرقِ طهَ دِماهُ ؟! * * *
*جـاء الـرضا فتهطّلَ العِلمُ الذي بـه حلَّ في روضِ العقولِ نماءُ شـعّتْ بـه الـدنيا فصارتْ دُرّةً وعـلا ضياءَ الشمسِ فيها ضياءُ وإذا بـمورده الـمهيبِ تـؤمُّه ُ عَـطَشاً لـعلم ٍ عـنده الـعُلماءُ وبـهِ تـحصّنَ ديـنُ أحمدَ قلعةً هُـزمتْ عـلى شرفاتِها الأعداءُ وبـهِ تـكشّفَ كـلُّ زعمٍ وارم ٍ وانداحَ عن روضِ الهدى الدُخلاءُ نـزَع الستارَ عن الذين صدورُهم هـي لـلنفاقِ ولـلضلالِ لـحاءُ وأبـانَ ديـنَ اللهِ نـهجاً واضحاً نـبعاً نـميراً لـيس فـيه مِراءُ نَـثَرَ الـفضائلَ حـيثما حطّتْ له قَـدمٌ، وحـلّتْ حَـلَّه الـنعماءُ غـرَسَ النفوسَ بكل مكرمةٍ وإذْ بـالأرضِ يـملؤها بـه الكرماءُ * * *
*هـلَّ الرضا والطاهرون حياتُهم قَـهرٌ جـثا مـن فـوقِها وبلاءُ فـبنو الـعمومةِ كشّروا أنيابَهم ولـقد بـدا منهم بأمْسِ ولاءُ !! وأرادَ عـبدُ الـعرشِ تـثبيتاً له والـعرشُ في غيرِ الصلاحِ عَماءُ فـأراد مِن طودِ الرضا أن ينحني لـلقعرِ كـي يرقى به الوُضعاءُ حـاشا وكلاّ، فالرضا أصلُ العُلا لا يـستخفُّ سـموَّه الـسخفاءُ وبـحكمةٍ كشفَ الخديعةَ للورى والـليلُ يـنأى إذْ يـفيض ضياءُ عـرفوا بـأنّ الـدرَّ ليس محلُّه فـي قـبوِ فـحمٍ طبعُه الظلماءُ والـشهدُ لايُـؤتى به مع حنظلٍ والـداءُ لـيس يضيعُ فيه دواءُ ظـنوا الرضا: همٌّ له الدنيا، وقد يـغريهِ فـيها مـنصبٌ وثـراءُ جهلوا الرضا، كالتبر يُجهَلُ قدرُه فـيظنّه ذاتَ الـثرى الـجهلاءُ ظـنّوا الإمـارةَ قد تطيحُ بدينه ولـطالما بـاعَ الـهدى الأمراءُ لـكـنّه زان الإمــارةَ أمـرُه فـزها بـه تـاجٌ وطـابَ رداءُ وأبـانَ كيف المَلْكُ يحرسُهُ التقى ويـدوم إنْ قـد ساسه الفضلاءُ لـكنّه الـويلُ الـوبيلُ إذا ارتقى فـوق العروش بلا التقى اللؤماءُ * * *
إنّ الـحروفَ بـكم تضيء * بهيّةً فـي أسـطرٍ حلّتْ بها السَعْداءُوسـلام ربـي ما شدا من طائرٍ أو قـد تحركَ في الوجودِ هواءُ وصلاتُه الكبرى على طه الهدى والآلِ مَـن هـم لـلقلوبِ شفاءُ |