بلغ سعر صرف الدولار في السوق الموازية اليوم 8600 ليرة لبنانية بعدما سجّلت الليرة انخفاضاً قياسياً في قيمتها. ومع اشتداد الأزمة، وأمام ضبابية المشهد، بات سعر الصرف الشغل الشاغل للبنانيين، وأصبحت مراقبة صعوده وهبوطه نشاطاً يومياً.
في هذا الإطار، يشرح الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة لـ"النهار" عملية تحرك الدولار نتيجة التلاعب بسعره في السوق السوداء. ويقول: "نذكّر أنه بين 60 و70 في المئة من المعملات تتم على سعر 1515 أو السعر الذي تفيدنا به المنصة الإلكترونية"، مضيفاً: "لاستيراد المواد الأساسية والغذائية غير المدعومة، يلجأ المستورد لشراء الدولار مما يحرّك سعره بشكل غير طبيعي وفقاً لمنظومتين:
- المضاربة وتحقيق مجموعة عصابات أرباحاً خيالية.
- العنصر السياسي المرتبط بالمواجهة السياسية الداخلية وبالمواجهة السياسية مع المجتمع الدولي وبالأخص مع أميركا".
في الحديث عن السوق الموازية، يرى عجاقة أنه "لا يمكنا إطلاق تسمية (سوق) على ما يعرف بـ(السوق السوداء)"، مشيراً إلى أنّ "انخفاض سعر الدولار بهذه السرعة خير دليل على أنه لا يستوفي المعايير التي على أساسها نسميه (سوقاً)، كما أنه لا يوجد أي منطق وراء هذه العملية إلا المضاربة والواجهة السياسية".
يدعو عجاقة لاستنتاج أمرين من هذه المقاربة: "على المواطن أن يعلم أنه لن يربح في هذه السوق أبداً"، مشدّداً أنّه "يجب على الحكومة اتّخاذ الإجراءات اللازمة لتوقيف المتلاعبين بالسعر بعد أن أصبحوا معروفين لدى الأجهزة الأمنية بالاسم واستحصلت على أرقام هواتفهم وعناوين سكنهم". كما يؤكّد أن "هذا التلاعب هو تلاعب بمصير اللبنانيين، هدفه إحداث الفوضى، وضحيته الأولى هي الشعب اللبناني".
المصدر: النهار