تحت عنوان "كيف نتمتّع برحلة آمنة في الطائرة من دون خطر انتقال عدوى كورونا؟" كتبت كارين اليان ضاهر في النهار:
شيئاً فشيئاً بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها إلى حد ما وفق ما تقتضيه الإجراءات الوقائية المطلوبة في هذه المرحلة. أما السفر فلم يعد يشبه ما كان عليه قبل كورونا بعدما فقدت المتعة التي فيه بسبب التوتر المرافق لأية رحلة نتيجة الاحتياطات الكثيرة المطلوبة. لكل من يسافر هواجس كثيرة ويبدو لكثيرين وكأن الطائرة نفسها هي مصدر للوباء وللجراثيم. تأتي دراسة نشرت في صحيفة "الواشنطن بوست" Washington post صادرة عن البروفسور جوزف ألن في هارفرد لتناقض هذه الفكرة فيؤكد أن الصعود إلى الطائرة لا يزيد خطر التقاط العدوى أكثر من أماكن أخرى.
في حديثها مع "النهار" أوضحت رئيسة مركز الشرق الأوسط لبحوث الطيران نادين عيتاني المحطات التي يمر بها المسافر والتي تستدعي أن يتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة حفاظاً على سلامته.
هل يشكل السفر بذاته فعلاً خطر التقاط العدوى؟
تعتبر عيتاني أنه لا يمكن النظر إلى مبدأ السفر بشكل جزئي فثمة رحلة تتضمن مراحل عديدة ومحطات لا بدّ من تناولها.
ومع انتشار فيروس كورونا بدا واضحاً أنه كان للوباء أثر واضح على السفر. انطلاقاً من ذلك، حرصت المنظمات الدولية على إعادة ثقة الناس بالسفر وطمأنة المسافرين عبر اتخاذ إجراءات وقائية في مختلف المحطات التي تتضمنها أية رحلة يمكن القيام به.
فثمة رحلات يزيد فيها الازدحام وقد يزيد فيها عدد المسافرين في أماكن ضيقة ويزيد خطر الاختلاط الاجتماعي في محطات معينة منها في الانتظار مثلاً أو عند النقل قبل الوصول إلى المطار حتى. كل هذه التفاصيل تقلق المسافر حكماً بحسب عيتاني وكان لا بد من تناولها لتسهيل الأمور على المسافرين في مختلف محطات الرحلة، مع الإشارة إلى أن الخطر الأكبر أثناء الرحلة هو في المطار لا في الطائرة كما يتصور البعض. ففي المطار يتجمع المسافرون بأعداد كبيرة وفي السوق الحرة وعند الانتظار في مختلف المراحل وهي كثيرة. يحصل عندها التواصل لا مع المسافرين فحسب بل ايضاً عند التدقيق الامني ومع العاملين في المطار
كيف يمكن الحد من الخطر؟
نظراً للمحطات العديدة التي يمكن أن يحصل فيها اختلاط أثناء السفر، مما يزيد من قلق أي مسافر من فكرة السفر والقيام بأية رحلة، توضح عيتاني أنه في مرحلة انتشار الوباء ثمة تركيز على الحد من الخطر أثناء السفر عبر الحد من الاحتكاك واللمس في مختلف المحطات. لذلك تركز المنظمات الدولية على تجربة الحد من اللمس وعلى اعتماد الوسائل التكنولوجية التي تسمح بذلك. فيمكن على سبيل المثال الحد من المواقف التي قد تستدعي اللمس والاحتكاك بالآخرين والانتظار بطباعة الـboarding pass مسبقاً أو يمكن تنزيله على الهاتف قبل القدوم إلى المطار مما يخفف من الخطر. فرغم أن هذه الخدمة كانت موجودة سابقاً، تعمل المطارات على تفعيلها.
كذلك أصبح من الممكن التدقيق في جوازات السفر في الأجهزة المعدة لك والموجودة في المطار، وإن بقيت محطات معينة تتعلق بالتدقيق الأمني فبهذه الطريقة كان من الممكن التخفيف إلى حد كبير منها وفيها تتخذ طبعاً كافة الإجراءات الوقائية كالتباعد واستخدام الكمامة.
أما عند الصعود إلى الطائرة فتحرص شركات الطيران على صعود المسافرين من الخلف إلى الأمام للحدّ من الازدحام.
هل من خطر زائد في الطائرة تحديداً؟
تماماً كما ذكر في الدراسة التي قدمت، تؤكد عيتاني أن الطائرة قد تكون المكان الأقل خطراً لجهة احتمال التقاط العدوى من بين كافة المحطات التي يمر بها المسافر إذا كان هناك من احتمال. ففي هذه المرحلة تحديداً، ثمة حرص شديد على الاحتياطات اللازمة من تعقيم غيره وثمة تشدد في ذلك. فكافة الالأشطح تعقم بشكل دوري ويتخذ الكل الإجراءات الوقائية من تعقيم وكمامات وقفازات. أما الطعام فموضب بحرص تام وبشكل محكم. وقد أزيلت كافة المجلات عن الطائرات فيما تستخدم لائحة الطعام لمرة واحدة فقط. وتعقم أيضاً الأغطية والوسادات أو عمدت بعض شركات الطيران إلى الاستغناء عنها تماماً.
للاطلاع على المقال من المصدر: https://www.annahar.com/article/1226194-