استقبل الرئيس سعد الحريري، بعد ظهر اليوم، في بيت الوسط، وفدا من جمعية تجار بيروت برئاسة نقولا شماس، واطلع منه على "أوضاع القطاع التجاري والتحديات التي يواجهها".
وأكد الحريري أن "الأمل لا يزال موجودا للخروج من هذه المحنة التي يمر بها لبنان، رغم الشلل الذي يضرب كل قطاعاته ومؤسساته"، لافتا الى "ان الخلل الأساسي يكمن في طريقة معالجة المشاكل الاقتصادية التي تفتقد إلى الأساليب العلمية الواجب اتباعها للخروج من النفق المظلم الذي نمر بها، خصوصا بعد أن أثبتت كل محاولات ضرب نظامنا الاقتصادي الحر فشلها".
وشدد على "ضرورة دعم كل القطاعات الإنتاجية في لبنان لتتمكن من الاستمرار في تأمين الوظائف لآلاف العمال والموظفين".
من جهته، قال شماس: "تشرفنا كقطاع تجاري بلقاء الرئيس الحريري وأطلعناه على شؤون وشجون القطاع الكبيرة والمتعددة. كنا نعاني في هذا القطاع، ثم أصبحنا نكافح ونكابد وننازع، وها نحن اليوم ننزف، وديموغرافيا القطاع التجاري ينقرض، ورأينا خلال الأشهر الستة الأخيرة أن 25 في المئة من المؤسسات التجارية أقفلت أبوابها، وتقديراتنا تشير إلى أن نسبة مماثلة ستقفل قبل نهاية العام الجاري. التجار اليوم في حيرة من أمرهم، فإذا أقفلوا مؤسساتهم ضاعت جهودهم في بناء مؤسسات معمرة، وإذا استمروا فالخسارة ستكون مفتوحة. كما أن سعر صرف الدولار يشكل معضلة قاتلة للقطاع التجاري، ونحن أكبر ضحايا التلاعب بسعر صرف الدولار وارتفاع سعره".
واوضح "اننا نتلقى ضربات متتالية من وزارة الاقتصاد والتجارة كأن البعض نسي انه مؤتمن على القطاع التجاري أيضا" مشيرا الى وجود "مشاريع قوانين توضع حاليا ستؤدي الى ضرب القطاع التجاري وتصفيته، ومنها المتعلق بالمنافسة وحماية المستهلك، ولكن من يحمي المستهلك هم التجار".
وقال: "لقينا خلال اجتماعنا اليوم دعما كاملا من الرئيس الحريري، وهذا أمر لا يفاجئنا إذ اعتدنا عليه منذ أيام قريطم، واليوم بيت الوسط، وهما يشكلان الحصن الحصين للقطاع التجاري، ليس حبا بنا فقط، بل لإدراكهما أن هذا القطاع هو الأبرز في تكوين الناتج القائم واستخدام القوى العاملة اللبنانية".
وردا على سؤال عما طلب الوفد من الرئيس الحريري، قال: "طلبنا منه الوقوف بجانبنا في الدفاع عن قطاعنا، فنحن جزء من النسيج الاقتصادي اللبناني، وكنا وضعنا بالتفاهم مع المجلس الاقتصادي الاجتماعي ورقة قيمة لإعادة تفعيل القطاعات الإنتاجية كلها بما فيها القطاع التجاري، ومطالبنا هي بشكل أساسي خفض الضرائب والرسوم وتأجيل المهل ووقف الملاحقات المستمرة من قبل بعض الإدارات الرسمية، رغم الظروف التي نمر بها. لقد أردنا من خلال هذه المطالب أن يساعدونا في الاستمرار على قيد الحياة، فلا نريد ربحا، بل نريد الاستمرار الى ان يأتي يوم نأمل ألا يكون بعيدا وتأتي تركيبة سياسية تفهم موضوع الاقتصاد وتقف بجانب القطاعات الإنتاجية عوضا عن ضربها".
وردا على سؤال اخر عما اذا حاولوا لقاء رئيس الحكومة حسان دياب لاطلاعه على اوضاعهم، أجاب: "لقد اتينا الى الرئيس الحريري الذي تجمعنا به علاقة متناغمة جدا، فهو يدرك متطلبات القطاع الخاص، وهو رئيس لكتلة نيابية من الطراز الأول بعديدها ونوعيتها، ومطالبنا هنا تحظى بآذان صاغية أكثر من أماكن أخرى.
في سياق اخر، ثم استقبل الحريري وفدا من نقابة تجار الخضار والفاكهة بالجملة في بيروت برئاسة محمد رستم القيسي، واطلع منه على المشاكل التي يواجهها التجار وكيفية المساعدة على إيجاد حلول لها.
كما التقى رئيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية محمد عفيف يموت في حضور ممثلين عن عائلات دمشقية، جنون، قباني وعانوتي، وعرض معهم أوضاع العاصمة ومطالبها.
ثم استقبل الحريري المرشحة السابقة للانتخابات النيابية عن المقعد الأرمني في زحلة ماري جان بيلازكجيان.