كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
كثيرةٌ هي الكنوز التاريخيّة المنسيّة في لبنان والتي لم تحصد الاهتمام الذي يليق بها... قصصٌ وحكايات تعيش في حنايا أماكن قُدّر لها أن تموت بفعل الاهمال، ولكن لو زرتموها لشعرتم بأنكم على مسارح تنطق لتُخبر عن حقبات جميلة من تاريخ لبنان، وعن أسماء مرّت من هنا، وصناعات رحلت لتعيش أخرى...
فلنذهب معاً في جولة على 5 مواقع تاريخيّة شبهُ منسيّة في لبنان...
معمل الحرير - كفرمتّى:
يستقطب هذا المعلم التاريخي الذي يُشبه القصور عشّاق هواية التصوير الذين كانوا يقصدونه لالتقاط أجمل الصّور فيه قبل أن يتمّ إغلاقه. إنّه أحد أقدم معامل الحرير في جبل لبنان، شُيّد في عام 1886، وفي تلك الحقبة كانت تربية دود القزّ وصناعة الحرير في أوجّهما في لبنان، ولكنّ الحروب فعلت فعلها في هذا المعمل الذي لا يزال، ورغم الدّمار فيه، يعبق بذكريات تلمع كالحرير...
قاموع الهرمل:
إنه "هرم" لبنان المنسيّ، وتتعدّد الروايات التاريخية التي توثّق قصّة بناء هذا الصرح الضخم في البقاع الشمالي، وتحديداً عند مدخل مدينة الهرمل. ولكن ما هو معلوم، هو أنّه بُني في البدء ليكون معبداً دُفن فيه أحد الملوك، ومن ثمّ أعيد ترميمه ليُصبح محطة لمُراقبة الجيوش ومعلماً للقوافل التجارية. يرتفع 26 متراً عن سطح الأرض، وهو عبارة عن كتلة واحدة من الصخر خالية من أي باب أو نافذة، حُفرت عليه لوحات فنية وبعض النقوش. هذا القاموع التاريخي يستحقّ كلّ الاهتمام...
فندق صوفر الكبير:
من أقدم وأجمل الفنادق التي عرفها لبنان والشرق الاوسط والذي صُمّم على الطراز الايطالي. إستضاف العديد من الرؤساء والملوك والسياسيّين من الشرق والغرب، وتكلّلت محطّاته التاريخية باستضافته الاجتماعات التمهيدية لتأسيس جامعة الدول العربية عام 1945.
غنّى على مسرحه أشهر المطربين العرب، من بينهم أم كلثوم، وأسمهان، ومحمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش، وفيروز وصباح. رغم الاهتمام الخجول الذي حصل عليه في السنوات الماضية، إلاّ أنّه يليق بهذا الفندق أن يكون على خارطة السياحة في لبنان!
قلعة الشقيف أو Chateau de Beaufort:
إسمها يدلّ عليها، إنّها قلعة "شقيف أرنون" أو "الحصن الجميل" كما سُمّيت باللغة الفرنسية. تقع في جنوب لبنان قرب مدينة النبطية، وهي من أروع القلاع التي بناها الرومان وزاد في بنيتها الصليبيّون، ورُمّمت أكثر من مرّة بعد تصدّعها من جرّاء الحروب. يُقال إنّها شُيّدت ودُمّرت مرات عدّة ما يُوثق عظمة وصمود هذا المعلم التاريخي والمنسيّ في لبنان. زيارة هذه القلعة ضروريّة في جنوب لبنان المُهمل من الناحية السياحيّة...
التياترو الكبير - بيروت:
يُعتبر هذه البناء من أفخم وأرقى المسارح التي عرفتها بيروت ويقع في شارع المير بشير في وسط المدينة بين اللعازارية وساحة رياض الصلح. صُمّم بشكل كلاسيكي وكان يستقطب عروض فرق الأوبرا الاوروبية، وبحلول عام 1950 تحوّل من مسرح إلى صالة سينما وذلك حتى اندلاع الحرب الأهلية عام 1975 حيث أغلق، وطوى معه أجمل صفحات الفنّ في لبنان. كلّ محاولات إعادة إفتتاحه لم يُكتب لها النجاح، فهل يُعطى هذا المعلم حقّه في أيّامنا هذه، هو الذي حضن أصوات عمالقة الغناء والتمثيل في لبنان والعالم؟
للاطلاع على المقال من المصدر: https://www.mtv.com.lb/News/1075832