أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الأسد لـ«السفير»: تشكيل الحكومة مسؤولية اللبنانيين

الإثنين 02 تشرين الثاني , 2009 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,107 زائر

الأسد لـ«السفير»: تشكيل الحكومة مسؤولية اللبنانيين
مع عواصف رعدية وانخفاض في درجات الحرارة وتقديرات بتساقط الثلوج خلال ليل الاثنين ـ الثلاثاء حتى ارتفاع ألفي متر.
وفي حين لم يسجل أمس أي تطور نوعي يوحي بأن ولادة الحكومة باتت وشيكة، بدا أن كلاً من الرئيس المكلف سعد الحريري والعماد ميشال عون ينتظر الآخر، بعدما ضاقت مجدداً مساحة الخيارات لديهما.
وفي موازاة التأكيدات المتعددة المصادر بأن العقدة التي تستمر في تأخير تشكيل الحكومة أصبحت داخلية بامتياز، قال الرئيس السوري بشار الأسد لـ«السفير» على هامش لقاء مع الإعلاميين المرافقين للوفد الرئاسي السوري خلال زيارته إلى زغرب (كرواتيا) إن تشكيل الحكومة اللبنانية «مسؤولية اللبنانيين»، مشيراً أن لا سوريا ولا السعودية ولا القمة التي جمعت زعيمي البلدين «ستقوم بتشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان».
في هذه الأثناء، عقد، ليل أمس، اجتماع تنسيقي في الرابية ضم إلى العماد عون، الوزير سليمان فرنجية، المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين الخليل، ووزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل وجرى خلاله التداول في المخارج الممكنة من الأزمة الحكومية، بموازاة استمرار الاتصالات المفتوحة بين الحريري وفرنجية.
وحسب المعلومات، فإن عون ما زال يتمسك بأولوية الإبقاء على الحقائب الوزارية الحالية التي هي بحوزة تكتل التغيير والإصلاح، على قاعدة «إبقاء القديم على قدمه»، وإلا الحصول على سلة وزارية موازية، رافضاً بشكل جازم اقتراح الحريري بأن يُعطى الاتصالات مقابل عدم إعادة جبران باسيل إليها، إذ يعتبر عون انه لا يحق لأحد تجاوزه والتدخل في تحديد أسماء وزراء التكتل ونوعية الحقائب التي ستمنح لهم.
ورأت مصادر قيادية في «التيار الوطني الحر» أن الظاهر حتى الآن انه لا توجد نية حقيقية لتأليف الحكومة، وقالت لـ«السفير» إن العروض التي تقترح على عون تبدو لتقطيع الوقت وليس لتشكيل الحكومة، لأنها تفتقر إلى المواصفات التي تجعلها مقبولة، والرئيس المكلف يعرف في قرارة نفسه أن ما يطرحه لا يستطيع عون أن يوافق عليه، متسائلة عما إذا كانت هناك قطبة مخفية تعرقل عملية التشكيل.

ودعت المصادر الحريري «إلى الاختيار بين التفاهم مع كتلة القوات اللبنانية التي تضم 8 نواب أو التفاهم مع تكتل التغيير والإصلاح الذي يضم 27نائباً»، مؤكدة أن أي جهة داخلية أو إقليمية لا تستطيع أن تمون على «الجنرال» لتعديل ثوابته.
وفي سياق متصل، قال مرجع بارز في المعارضة لـ«السفير» إنه ما دام الرئيس المكلف بات مستعداً لإعطاء حقيبة الاتصالات الى تكتل التغيير والإصلاح، فإنه لم يعد هناك مبرر لافتعال عراقيل هزيلة تمنع استكمال التفاهم، من قبيل اشتراط عدم عودة باسيل الى وزارته او محاولة التشاطر على عون من خلال إعطائه الاتصالات في يد والسعي عبر اليد الاخرى الى انتزاع حقيبتي الطاقة والشؤون الاجتماعية منه لاستبدالهما بوزارتين ثانويتين، ويتساءل المرجع «ما الذي يحول على سبيل المثال دون ان يعطى عون التربية إذا أريد انتزاع الطاقة منه، او ليبقى القديم على قدمه كما هو حاليا»؟
ورأى المرجع أن سبب المماطلة في اتخاذ القرارات المطلوبة يعود الى كون البعض في «الأكثرية» لا يريد أن يخرج عون من معركة تشكيل الحكومة منتصراً على المســتوى المسيحي، وبالتالي فإن جهد هذا البعض يتركز على محاولة إضعاف «الجنرال» او الحد من مكاسبه قدر الإمكان، مشيراً الى ان المناورات التفاوضية تأتي في هذا الإطار.
في المقابل، تفيد معلومات أوساط بارزة في الأكثرية أن الرئيس المكلف ما زال ينتظر جواباً رسمياً من عون على العرضين اللذين قدمهما اليه ليختار واحداً منهما: الأول، يتضمن وزارة الاتصالات على ألا يعود اليها جبران باسيل، إضافة الى المهجرين والسياحة والثقافة، مع إمكان استبدال الثقافة بالشؤون الاجتماعية، والعرض الثاني يتضمن التربية أو الطاقة إضافة إلى المهجرين والشــؤون الاجتماعية والعمل.
وعلمت «السفير» أن الحريري أوفد أحد نواب كتلة «لبنان أولاً» للقاء قائد «القوات» سمير جعجع لإقناعه بالتخلي عن بعض الشروط التي وضعها للقبول بالمشاركة في الحكومة، وكان جواب جعجع سلبياً، رافضاً الخضوع لما أسماها «عملية الابتزاز» التي يقوم بها عون للرئيس المكلف.
على خط عين التينة، يستعد الرئيس نبيه بري لإعطاء دفعة جديدة لعملية تزخيم الاتصالات السياسية من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة، لا سيما أنه اتفق مع الرئيس ميشال سليمان خلال لقائه به الأسبوع الماضي على أنه لم يعد هناك موجب للتأخير في تشكيل الحكومة.
وعلمت «السفير» أنه كانت هناك فكرة بأن يعقد لقاء ثلاثي بين سليمان وبري والحريري على هامش حفل العشاء الذي أقامه سليمان على شرف أمير منظمة فرسان مالطا، حيث كان الرئيس بري بصدد مصارحة الحريري بما يجول في خاطره، ولكن الفكرة لم تجد طريقها الى التنفيذ لأن الحريري فضّل عدم الصعود الى قصر بعبدا لأسباب خاصة به.
ولاحقاً، اقترح بري على الحريري نوعاً من «المداورة الموضعية» في الحقائب، بحيث يحتفظ العماد ميشال عون بالاتصالات والطاقة، على أن تخضع الثقافة والشؤون الاجتماعية الى الأخذ والرد، وتحتفظ كتلة التنمية والتحرير بالصحة والخارجية على أن تصبح الصناعة موضع بحث، وهكذا دواليك، إلا أن الحريري رفض هذا الطرح.
وإزاء ذلك، اقترح بري على الحريري صيغة أخرى، فطلب منه الرئيس المكلف وقتاً لدرسها، وما زال بري ينتظر الإجابة، علماً بأن في جعبة بري «أفكاراً أخرى للمساعدة في إيجاد مخرج يرضي جميع الأطراف»، ولكن زواره نقلوا عنه قوله إنه لن يطرحها قبل التأكد من وجود نية حقيقية بالمعالجة «لئلا أحرق أوراقي مجاناً»، مع الإشارة الى أن «الرشح» الذي أصاب رئيس المجلس خلال اليومين الماضيين اضطره الى تخفيف وتيرة حركته التي من المتوقع ان تستعيد زخمها مطلع الأسبوع.
ويجزم بري - حسب الزوار - بأن العقدة التي ما تزال تؤخر تأليف الحكومة سطحية وشكلية، ولم يعد لها أي بُعد خارجي، لافتاً الانتباه إلى أنه إذا توافرت النية الصادقة، يمكن تشكيل الحكومة خلال ساعة واحدة.
وخلال لقائه مع السفيرة الأميركية ميشيل سيسون، أبلغها بري أن الادارة الاميركية ليست مسؤولة هذه المرة حصراً عن التأخير الحاصل في تأليف الحكومة، «خلافاً للدور المعرقل الذي كنتم تمارسونه حتى الأمس القريب»، الأمر الذي أثار اعتراض سيسون، مع الإشارة إلى أن بري رد على قيامها بفتح ما أسمته «ملف الخروقات اللبنانية للقرار 1701»، وقال لها: من الواضح أنك بذلت جهداً كبيراً لاستحضار بعض الحوادث العرضية المتفرقة التي حصلت في الجنوب، خلال الأشهر الماضية، إلا أن الغريب أنك لا تجدين داعياً للتوقف عند الخروقات الإسرائيلية التي تحصل للسيادة اللبنانية، كل يوم، وليلاً نهاراً فقط!
«الصيد الثمين»
على صعيد آخر، علمت «السفير» أن مخابرات الجيش اللبناني تمكنت من إلقاء القبض على شخص لبناني في البقاع، كان بصدد العمل على تهريب «الصيد الثمين» المرتبط بتنظيم فتح الإسلام (الملقب بالسيكامو) الى خارج لبنان، الذي أوقفته مخابرات الجيش فجر الجمعة الماضي بعد استدراجه الى خارج مخيم عين الحلوة.
وفي التفاصيل، ان مخابرات الجيش طلبت من الموقوف لديها إجراء اتصال هاتفي بالمدعو «م.ش.» وإيهامه بأنه سيلتقيه في مكان ما في البقاع، وعلى الأثر تم رصد حركته وجرى اعتقاله على أحد الطرقات بالتنسيق مع مخابرات البقاع، علما بأنه سبق ل«م.ش.» أن هرّب عدداً من المطلوبين الى خارج لبنان.

Script executed in 0.19557309150696