أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

وزيرة المهجرين: لن نيأس ولن يكون شعارنا "ما خلّونا"... ورأيت الهريان والإهتراء والمحسوبيات والمحاصصة وسوء الإدارة وعليه اكتشفت أنه كان الحري على الناس النزول إلى الشارع منذ 30 عاماً

السبت 25 تموز , 2020 10:48 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 6,255 زائر

وزيرة المهجرين: لن نيأس ولن يكون شعارنا "ما خلّونا"... ورأيت الهريان والإهتراء والمحسوبيات والمحاصصة وسوء الإدارة وعليه اكتشفت أنه كان الحري على الناس النزول إلى الشارع منذ 30 عاماً
أشارت وزيرة المهجرين الدكتورة غادة شريم الى أنّ: "موجة جديدة من فيروس كورونا قد بدأت ويبدو أنّها أكثر شراسة من قبل، في البداية إتخذنا تدابير صارمة ولا شك أنّها نجحت ولكن اليوم الوباء يتفشى بشكل أكبر وهذا أمرٌ مقلق، والتقيّد بتوصيات وزارة الصحة بات أمرا ضروريا علماً أنّ وزارة الداخلية أيضاً قد اتخذت إجراءات صارمة ومنها دفع الغرامة لكلّ من لا يرتدي كمامة في الأماكن العامة.
وتابعت: "الخطورة هي أننا في وضع إقتصادي صعب جدا والاقفال التام يعني تدهور اقتصادي أكبر، اذاً على الشعب أن يكون متعاوناً وإلّا نقع بكارثة لن تحمد عقباها، خصوصا وأنّ القطاع الصحي ليس بأفضل أحواله."
وأضافت شريم: "الجميع يتحمّل المسؤولية ونأمل أن لا يتأزم الوضع أكثر فنعود الى نقطة الصفر ونتخذ اجراءات أكثر قساوة."
 
وطلبت الوزيرة شريم، في مقابلة عبر برنامج حديث الساعة على شاشة تلفزيون المنار، من اللبنانيين وضع الكمامة والالتزام بالتباعد الإجتماعي، قائلة: "لن ينفع الندم لاحقا."
 
وتطرقت شريم إلى المستجدات الغذائية، مشيرةً إلى أنه: "استطعنا القبض على عدة مستودعات تحتوي على أطعمة ولحوم وأسماك وخضار وفواكه ومواد غذائية منتهية الصلاحية وفاسدة، وهذه أفظع الجرائم بحق المواطن، وكأنّ لعنة الفساد تلاحق اللبناني في جميع تفاصيل حياته، الحكومة تواجه كلّ الازمات بقدر المستطاع "فالتركة" ثقيلة جداً وأزمة الثقة بين المواطن والدولة كبيرة مع العلم أنّ هذه الحكومة تُظلم كثيرا."
 
وتابعت: "سنكمل بالتحقيق للنهاية، فلا يمكن المساس بالأمن الغذائي، والتلاعب بحياة الناس، على المسؤولين عن هذه الجريمة أن يُحاسبوا، فمن غير المسموح بعد اليوم الاستمرار بهذا التراخي الذي أوصلنا الى هنا ولنعترف بأنّ سوسة الفساد في كل مكان حتى في القضاء."
 
وعن كيفية توزيرها، أكدّت شريم وجود علاقة جيّدة بالقصر الجمهوري حيث أرسلت سيرتها الذاتية وتمّ اختيارها لهذه الوزارة.
وقالت: "لديّ الجرأة الكافية وإن وُجد تمايز بالأفكار بيني وبين الرئيس بمناقشتها معه وتبادل الاراء، وتجدر الاشارة هنا الى أنّ هناك فرقاً بين الإنتماء الحزبي والتوجه والتلاقي بالأفكار، وما يميّز هذه الحكومة اليوم هو أن الوزراء ليسوا حزبيين و لا يمتلكون بطاقات حزبية على الرغم من أن هذا الأمر ليس عيبا".
 
وأعربت وزيرة المهجرين في حديثها عن صدمتها الكبيرة بعد دخولها الى المعترك الحكومي قائلة: وزارة المهجرين وباقي الوزارات شكلت لي صدمة، حيث رأيت الهريان والإهتراء والمحسوبيات والمحاصصة والزبائنية وسوء الإدارة وعليه اكتشفت أنه كان الحريّ على الناس النزول إلى الشارع منذ 30 عاما فالذي حصل بحق بلدنا وبحقنا غير مقبول، فالاموال هدرت ونُهبت والقروض اختفت او أُخفيت، فلنقل بصريح العبارة كانت الدولة مستباحة، ومن استباحها يعطينا اليوم وللأسف دروسا في الاخلاق."
 
وأكدّت أنّه: "على الرغم من سوداوية المشهد، نؤكد للبنانيين أننا اليوم على الطريق الصحيح والسليم بعد اقرار التدقيق الجنائي المالي الذي يُعدّ الحجر الاساس في مسيرة الاصلاح."
وأضافت: "الجيّد اليوم أنّنا أصبحنا مجبرين على التخلّي عن الاقتصاد الريعي واللجوء الى الاقتصاد المنتج، فقد عشنا لسنين طويلة كالمرأة التي "تتديّن لتتزيّن"."
 
وشددت شريم على: "اننا نعيش ظرفا إستثنائيا والناس يائسة وخائبة ومعالجة الأمور ليست سهلة كما يبدو بل متشابكة، فالدولة العميقة متجذرة ومتمسكة بكلّ مفاصل المؤسسات والادارات العامة، وبالتالي فإنّ التحديات كبيرة جدّا ولا يمكننا بين ليلة وضحاها قلب الطاولة ولكننا استطعنا قلب جزءا منها حتى الساعة."
 
وأضافت: "إن مشكلتنا الاساسية أننا داخليا غير متماسكين ولكلّ فريق وجهة نظر مختلفة، كما أننا لسنا متفقين حتى على الثوابت."
وتابعت: "كلّ من تحمل مسؤولية في وقت ما ولا يرى مصلحة بفضح الملفات العالقة المليئة برائحة الفساد والسرقات يقود اليوم حملة لتشويه صورة الحكومة وتحميلها مسؤولية الفشل."
 
أمّا عن التدقيق الجنائي المالي قالت شريم: "بدأنا بمصرف لبنان لأنّه الاولوية ونقطة الانطلاق وهذه البداية ستقودنا الى ابواب أخرى من الممكن أن تفتح لاحقا لكشف كلّ المخالفات والسرقات التي حصلت."
وأضافت: " نحن لا نتهم المصرف "المركزي"ولا حاكمه انما نسعى الى ازالة الغموض الحاصل ونؤكد أنّ لا كيدية على أحد ولن نستبق الأمور."
وتابعت شريم: "على التدقيق ان يصل الى خواتيم واضحة وعلى الرأي العام مواكبته ودعمه فهو يتعلّق به بشكل مباشر."
 
ولفتت شريم أننا: "لن نيأس ولن يكون شعارنا "ما خلّونا"، نعمل بجدّ ولن نملّ لنصل الى برّ الأمان حيث لبنان الذي نريد."
 
وأضافت انّ: "المتضررين من التغيير كُثر لذلك جبهتنا الداخلية مشرذمة فاقتلاع الدولة العميقة ليس بهذه السهولة كما يظنّ البعض خصوصا وأنّ الرأي العام لا يساندنا للاسف وانا أتفهم ذلك فأولويات المواطن في مكان آخر."
 
وعن زيارة لودريان قالت شريم: "مواقف لودريان وزياراته المتوازنة للرؤساء للديمان ولحارة حريك كانت رسائل واضحة لتوحيد الصف والرأي ودعا لاصلاح سياسي ووضع خطة لانقاذ لبنان، فهو يعلم جيّدا الاسباب المعرقلة لتنفيذ الاصلاحات."
 
وردّا على سؤال حول موضوع الحياد قالت: "الحياد هو ان نبقى على علاقات جيدة مع الجميع باستثناء الكيان الصهيوني، والحياد ايضا يفرض علينا معالجة أزمة النزوح السوري الذي لم يعد باستطاعتنا تحملّها."
 
وفي سياق آخر وعن التحقيق الحاصل في وزارة المهجرين تمنّت شريم أن يصل الى نتائج وفضح كلّ من تورط بهذا الملف قائلة: "اتمنى ان تصل التحقيقات في وزارة المهجرين الى الخواتيم السعيدة خصوصاً في ظلّ هدر الأموال الكبير والتركيبات التي كانت تحصل سابقاً..."
 
(ليبانون فايلز)

Script executed in 0.19324493408203