تحت عنوان "جبق لـ"نداء الوطن": إجراءات الحكومة بدائية وأمامنا مرحلة صعبة" كتبت نداء الوطن:
دقّ وزير الصحة السابق جميل جبق ناقوس الخطر في ظلّ اتساع رقعة انتشار وباء "كورونا"، راسماً صورة سوداوية للوضع بعد الارتفاع المضّطرد في عدّاد الاصابات وتسجيل وفيات في سنّ مبكرة، وحذّر من انه لن يسلم احد اذا ظلّ الوضع فالتاً"، ورأى ان أمامنا مرحلة صعبة قد تمتد لشهرين او ثلاثة اشهر، في انتظار تطوّر اللقاح.
وفي حديث مع "نداء الوطن"، توقّف جبق باستغراب عند السن المبكرة للوفيات بكوفيد 19، حيث تراوحت الاعمار بين سنّ 18 و32 و42 سنة.
وقال إن العدد الاجمالي للاصابات في لبنان سيُقارب الـ 4000 اصابة، بعد تسجيل نحو 200 حالة يومياً، ويُمكن ان يطأ العدد عتبة الـ 10 آلاف اصابة تقريباً، اذا بقينا نسير على الوتيرة نفسها، مع ما يثيره ذلك من مخاوف من عدم قدرة المستشفيات على استيعاب أعداد المرضى.
وانتقد جبق التدابير والإجراءات المتّخذة للحدّ من تفشّي الوباء، ووصفها بالإجراءات البدائية وغير القادرة على حماية الشعب والوطن، كذلك انتقد اتّكال المسؤولين على وعي اللبنانيين، وهو غير موجود اساساً، فالسهر في النوادي الليلية "ماشي" وعدم الالتزام بارتداء الكمّامات مستمر وخدمة تقديم النراجيل في المطاعم متواصلة.
وشدّد جبق على وجوب العودة الى العمل بالإجراءات المعمول بها مع بداية الازمة كي نستطيع ضبط الوضع، وقال: كل الاجراءات الحالية غير كافية ويجب ان يفهم الجميع ان الفيروس مرض قاتل وليس مزحة، ونحن في لبنان لا نستطيع استيعاب هذا الكم الهائل من الاصابات، صحيح لدينا مستوى طبّ عال لكن المستشفيات غير قادرة على استيعاب اعداد المرضى اذا تفاقمت الاصابات، والمفترض الاتجاه اليوم قبل الغد الى اقفال البلد اقفالاً تاماً لاسبوعين او ثلاثة اسابيع بما فيه اقفال المطار، ومنع كل اشكال التجمّعات والاجتماعات واقامة الاعراس وإقفال المطاعم والملاهي والمسابح والنوادي وفرض اجراءات قاسية وقوانين رادعة في حق المخالفين، والا نحن سائرون حتماً الى المجهول.
وعن موانع إقفال المطار ربطاً بالدورة الاقتصادية في لبنان، سأل جبق: عن اي دورة اقتصادية نتحدث امام صحة المواطن؟ فلكي يبقى عندنا اقتصاد يجب ان يبقى عندنا شعب اولاً وهو الاساس.
أما في حال اردنا الابقاء على الرحلات الجوية فيجب اخضاع جميع العائدين لفحوصات الـ PCR وارسالهم فوراً الى اماكن حجر صحي في مبانٍ او فنادق بتسعيرة تفرضها الدولة، في انتظار صدور النتائج، وليس ان نرسلهم الى منازلهم كما نفعل ونطلب منهم حجر انفسهم لنبلغهم بالنتائج لاحقاً. فبعض العائدين لا ينتظرون نتائج فحوصاتهم ويخالطون اهلهم واقرباءهم، وعلى الدولة القيام باجراءات حجز إلزامية في اماكن مخصصة ولدينا مراكز صحية كثيرة ونحن قادرون على استغلالها. كذلك نستطيع التعاون مع اكثر من مركز في شأن فحوصات الـ PCR كي تصدر النتائج بعد 6 ساعات.
ورأى جبق اخيراً ان امكانية انقاذ الوضع لا تزال متوافرة، وقال: أن تأتي متأخراً خير من ألا تصل ابداً. وختم: نحن قادرون على الحد من نسبة الاصابات وكمية انتشار الوباء خلال اسبوعين او ثلاثة اسابيع اذا أقفلنا البلد والتزمنا بالتعليمات.
(نداء الوطن- https://www.nidaalwatan.com/article/26396-)