على وَقع استمرار تسجيل أرقام قياسية بإصابات فيروس كورونا في لبنان، يواصل مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي نشر تغريداته التحذيرية، حيث دقّ ناقوس الخطر مجدّداً، بخاصة الحالات التي تعاني أمراضاً مزمنة وفشلاً كلويّاً.
وقال الأبيض عبر حسابه في "تويتر": "في الأسابيع الماضية، استقبل مستشفى رفيق الحريري الجامعي عدة مرضى مصابين بعدوى #كورونا وهم يعانون من فشل كلوي وبحاجة لغسيل الكلى. غالبيتهم احتاجوا للعناية المركزة، وقد توفي بعضهم لاحقاً. معظم المرضى تم طلب نقلهم من مستشفيات معروفة. كل هذا يطرح التساؤلات التالية: هل اتّبع هؤلاء المرضى إجراءات وقاية مشددة للحدّ من خطر إصابتهم بالعدوى، نظراً لمرضهم العضال، والعواقب الوخيمة لذلك. التحقيقات الأولية أظهرت أنّ العدوى كانت من المجتمع وليس من المرفق الصحي. لكن، هل تم توعية المرضى للخطر المحدق بهم، وهل نصحوا بأخذ اقصى درجات الحيطة والحذر"؟
وأضاف: "بعد خمسة أشهر من ظهور الوباء، لماذا لم تقم حتى الآن بعض المرافق الصحية المرموقة بالتحضير لاحتمال أن يتعرّض مرضى غسيل الكلى المتابعين لديها لعدوى كورونا، وتجهيز أقسام مخصّصة لإجراء جلسات غسيل الكلى من غير تعريض المرضى الآخرين للعدوى؟"، مشيراً إلى أنّ "بعض مراكز غسيل الكلى طلب من المرضى أنفسهم القيام بالاتصالات والترتيبات اللازمة لعمليات النقل إلى مستشفانا". وتساءل: "ما هي مسؤولية هذه المراكز الصحية المهنية والأخلاقية تجاه نقل آمن لمرضى مزمنين تابعوا علاجهم لدى هذه المراكز لفترة طويلة"؟
وتابع الأبيض: "إنّ التنسيق والتعاون بين المستشفيات هو أمر مطلوب في النظم الصحية الحديثة، وقيام بعض المرافق الصحية بالتركيز على مرضى كورونا يسمح للمرافق الاخرى بالعناية بالمرضى الآخرين، لكن توزيع المسؤوليات يجب أن يتم بناء على دراسة للاحتياجات وبطريقة شفافة وعادلة، وإلّا دفع المريض الثمن"، متسائلاً: "أَلم يكن أجدر وأنفع أن تكون أطر التعاون والتكامل بين المؤسسات الاستشفائية العامة والخاصة قد وضعت من قبل، في ظروف أفضل، وبعيداً عن الضغوط التي تسببها هذه الجائحة؟ أليس الدرس الأول الذي تعلمه العالم من كورونا أنّ التحضير والتخطيط المسبق يجنب البلد دفع أثمان باهظة"؟
وختم الأبيض: "أخيراً، لا شك أنّ كورونا سوف يشكل امتحاناً عسيراً للقطاع الصحي في لبنان، بشقّيه العام والخاص، وسوف يتطلّب التغلب عليه أحسن أداء وأعلى درجات التنسيق. لذلك، بجب أن ننظر أيضاً إلى ما نمر به على أنّه فرصة، لنتعلّم الدروس، و نصوّب الأداء. سوف تبقى الجائحة معنا لزمن، ومن تعلّم باكراً فاز".