أثّرت كارثة مرفأ بيروت في المغتربين اللبنانيين، كما المقيمين. من الصعب أن يشعر المرء أنه عاجز عن مداواة مدينته والوقوف على حال أبنائها، والمشاركة في رفع أشلائها. الشعور بغربة النفس هذا، دفع باللبنانية لورا جبيلي، المقيمة في لندن، إلى تصميم مجموعة أساور، انطلاقاً من خبرتها في مجالي الموضى والتصاميم، لبيعها وتقديم عائداتها لمنظمات لبنانية أهلية غير حكومية.
تحت شعار "لنعيد الألوان لبيروت"، طرحت جبيلي الأساور الملوّنة، المحتفية بزجاج ملوّن استحال حطاماً، وحملت اسم "بيروت"، لتذكّر كلَّ من يشتريها بالمدينة الحالمة، التي شهدت أفظع الكوارث."شعرتُ بأنني أريد أن أساعد شعبي". بهذه الكلمات، تختصر جبيلي شعورها تجاه المدينة وأهلها. أرادت أن تساعد اللبنانيين المنكوبين، فصمّمت الأساور على عجلة، وفتحت متجراً الكترونياً لبيعها، "على أن تقدَّم عائداتها، أسبوعياً، إلى واحدة من الجمعيات المولجة مساعدة أهالي المناطق المتضررة". وشهدت المجموعة إقبالاً من لبنانيين وأجانب. فبيروت باتت قضية عالمية اتّحدت شعوب حولها لمساندتها. "قدّمت عائدات المجموعة الأولى، التي طرحتها الثلثاء، إلى جمعية Impact Lebanon، على أن تتغيّر الجمعية- الهدف مع نهاية الأسبوع المقبل".
تستعيد جبيلي، المقيمة في باريس موقتاً، سحر بيروت وغموضها. تعد بمزيد من المبادرات التي تساعد بها المدينة، وتتطلّع للعودة إليها، هي التي ودّعتها يوماً على أمل اللقاء القريب.