تكشف الصور المتداولة للدمار الهائل الذي لحق بمدينة بيروت بعد انفجار المرفأ في 4 آب، أن موجة الانفجار المدمّرة قد تكون احدى أقوى الانفجارات غير النووية التي تمّ تسجيلها في العالم على الإطلاق، حتى أن البعض قدّر أن هذا الانفجار أشبه بقنبلة نووية.
وكشف تقرير جديد لـ"رويترز" أن الخبراء قدّروا حجم الانفجار بما يعادل 200 إلى 300 طن من المتفجرات شديدة الانفجار. هذا ما يبدو عليه هذا الرقم مقارنةً بالانفجارات العرضية الأخرى والأسلحة التقليدية:
ونقلت الوكالة عن رولاند ألفورد، العضو المنتدب لشركة "الفورد تكنولوجيز" (Alford Technologies)، وهي شركة بريطانية متخصّصة في التخلّص من الذخائر المتفجرة، قوله: "على نطاق واسع ، يتم تقليص هذا الانفجار من قنبلة نووية بدلاً من قنبلة تقليدية، هذا على الأرجح من بين أكبر الانفجارات غير النووية في كل العصور".
واستخدم جورج ويليام هربرت، الأستاذ المساعد في معهد "ميدلبري" لـ"مركز الدراسات الدولية لدراسات عدم الانتشار" ومستشار الصواريخ والتأثيرات، طريقتين لتقدير ناتج الانفجار. استخدم أحدهم دليلاً مرئياً على الانفجار نفسه مع تقييمات الأضرار. واستند الحساب الآخر إلى كمية "نترات الأمونيوم" التي قيل إنها كانت في مصدر الانفجار.
وقال هربرت إن كلا الأسلوبين يُقدّر أن الافجار نتج عن بضع مئات الأطنان من مادة "تي إن تي" تقدّر بـ200 إلى 300 طن.
وفقاً لتحليل "رويترز"، حلّ انفجار بيروت في المركز الرابع في سلسلة أكبر الانفجارات في العالم، حيث عادلت قوة انفجاره أكثر من 300 طن من المتفجرات.
واحتل انفجار قنبلة "ليتل بوي" التي ألقيت على هيروشيما في عام 1945 المركز الأول، تلاه انفجار "هاليفاكس" في كندا في العام 1917 (انفجار 2,900 طن من المتفجرات)، ثمّ انفجار "أوباو" في ألمانيا في العام 1921 (1000 من المتفجرات).
سلسلة انفجارات
وهزّ انفجار بيروت المباني في جزيرة قبرص الواقعة على البحر المتوسط على بعد نحو 100 ميلاً (160 كيلومترا).
وأشارت البيانات الزلزالية إلى أن ستة انفجارات سبقت الانفجار الرئيسي، كان آخرها احتراق للألعاب النارية التي أدت على ما يبدو إلى انفجار مستودع مليء بـ"نترات الأمونيوم".
وكشف بواز حايون من مجموعة "تامار" الإسرائيلية لـ"رويترز" أن ستة انفجارات تفصل بين الواحد والآخر 11 ثانية سُجّلت قبل الانفجار الكبير الذي وقع بعد نحو 43 ثانية من الانفجارات الستة.
وشرح حايون، وهو ضابط هندسة عسكري سابق تشمل أدواره الحالية الإشراف على معايير السلامة لاستخدام المتفجرات في إسرائيل، أن تحليله استند إلى بيانات من أجهزة استشعار الزلازل المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة.
وقال: "لا أستطيع أن أقول بشكل قاطع سبب هذا، لكن يمكنني القول إن هذه الانفجارات كانت في نفس المكان".
واستشهد حايون بأن أجهزة استشعار رصد الزلازل المركبة على بعد 70 كيلومتراً قبالة الساحل اللبناني من قبل "المشروع الجيولوجي الدولي" (IRIS)، التقطت أكثر من خمس "انفجارات صغيرة" قبل انفجار بيروت الرئيسي، وهو تسلسل استمرّ بعد الحادث.
وقال جيري كارتر مدير، خدمات بيانات "المشروع الجيولوجي الدول": "لا أعتقد أنها مرتبطة بالانفجار الكبير في بيروت"، مضيفاً: "يُمكن أن تكون جزءاً من مسح زلزالي" ، في إشارة إلى الجيولوجيين الذين يُنفّذون رشقات نارية من مسدسات هوائية لرسم الخرائط تحت الماء.