استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى الرئيس نجيب ميقاتي. وفي تصريح له بعد اللقاء: "التقيت صاحب السماحة عشية رأس السنة الهجرية وتمنيت ان يكون العام المقبل عاما نطوي فيه صفحة المصاعب والأحزان والمآسي التي مررنا بها. وأكدت لسماحته وضع إمكاناتنا بتصرف الأوقاف الإسلامية ودار الفتوى في هذا الظرف الصعب".
أضاف: "صاحب السماحة وصف بأنه مفتي الوحدة الوطنية، وكلامه عن حق يصوب البوصلة لتعزيز الوحدة والعيش المشترك الذي هو قدرنا وقرارنا ايضا. تحدثنا عن المواضيع الراهنة ومناشدتنا الإسراع قدر المستطاع في تشكيل الحكومة وخصوصا إجراء الاستشارات النيابية الملزمة، لأن اغلب المشاكل التي نعاني منها اليوم ناتجة عن تخطي الدستور وتجاوزه، ومن ضمن التجاوزات اعتماد منطق "التشكيل قبل التكليف" وهذه بدعة تؤدي الى مشكلات اضافية. والسؤال اذا كان المسؤولون لا ثقة لديهم بما سيقرره المجلس النيابي، ويحاولون فرض رئيس الحكومة وتشكيلها قبل التكليف، فهذا سبب اضافي لجعل مطالبتنا محقة بانتخابات نيابية مبكرة وبأنها باتت اكثر من ضرورة. لسوء الحظ فان المعنيين لا يشعرون بما يحصل في البلد، في السابق قلنا ما بعد 17 تشرين الاول ليس كما قبله، واليوم نقول ما بعد 4 آب ليس كما قبله، وعلى المسؤولين ان يعوا ان الحاجة اكثر من ملحة لتشكيل حكومة جديدة".
وتابع: "نسمع شعارات واقوالا بأن المطلوب حكومة وحدة وطنية، او حكومة اتحاد وطني، او حكومة اختصاصيين، او حكومة تكنوقراط، فيما المواطن لا يهمه الا الانجاز والصدقية. نحن في مرحلة يشكك فيها المواطن بجميع المسؤولين، والمطلوب ان يتم تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت تضم اشخاصا يتمتعون بالثقة. وبرأيي المطلوب حكومة طوارئ تعيد اعمار ما تهدم بأسرع وقت ممكن ليعود الناس الى بيوتهم قبل حلول الشتاء، وتقوم بالاصلاحات المطلوبة والمعروفة بسرعة وتنهي المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وتضع لبنان على المسار السليم. هذا هو المنطق الصحيح، بينما البعض لا يزال يلهو بالقشور والتسميات وبالتأليف قبل التكليف وبمخالفة الدستور مجددا. المطلوب اعادة ثقة المواطن بالدولة وان نخرج من الازمة الراهنة في اسرع وقت ممكن".
وردا على سؤال عن مرشحه لرئاسة الحكومة الجديدة، قال: "في آخر اجتماع لرؤساء الحكومات السابقين اكدنا ضرورة ان يكون الرئيس المكلف حائزا ثقة اللبنانيين. القرار سنتخذه بعد التشاور ضمن "كتلة الوسط المستقل"، ولكن في ضوء المسار الحاصل فان مرشحي سيكون الرئيس سعد الحريري".
وعما اذا كان يؤيد إجراء تحقيق دولي في تفجير مرفأ بيروت، قال: "انا مع الحقيقة والحق، وان نعرف ماذا حصل. كلي ثقة بمجلس القضاء الأعلى، ولكن من خلال تجربتي الشخصية اقول ان لا ثقة لي بالقضاء، فكيف بقضية على هذا المستوى من الخطورة التي يحصل فيها تدخل سياسي".
وعما اذا كانت ستحصل ردود فعل في الشارع في أعقاب صدور الحكم بقضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قال: "باذن الله لن يحصل شيء، والرئيس الحريري بالتأكيد سيكون في كلمته واعيا لهذا الموضوع. هناك قضية ستصدر فيها الحقيقة، وبالتأكيد لا تقع المسؤولية على طائفة بأكملها، بل على اشخاص متهمين. واعتقد ان هذا ما سيقوله الرئيس الحريري".
واستقبل مفتي الجمهورية الأمين العام الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير في حضور القاضي خلدون عريمط والمدير العام لصندوق الزكاة الشيخ زهير كبي.
بعد اللقاء، قال اللواء خير: "تأتي زيارتنا اليوم لسماحته لاطلاعه على الأضرار بسبب الانفجار في مرفأ بيروت، والخطة التي هي قيد التنفيذ على الأرض مع قيادة الجيش لكافة الأضرار، كما شرحنا له وضع دور العبادة من كل الطوائف والسير في عملية الكشف الميداني عليها، طالبين المساعدة من كل الطوائف في هذا الاطار، بتحضير ملفاتها وإيداعها لنا. وقد أخذنا الملاحظات للاسراع في التنفيذ، وسوف ننقل الملفات الى مجلس الوزراء وقيادة الجيش".
اضاف: "بالنسبة للمساعدات، قسم نتدخل به وقسم آخر لا نتدخل به. ونحمد الله على سلامة مدينة بيروت وسكانها جراء انفجار مرفأ بيروت، وإن شاء الله تكون خاتمة الأحزان، كما ندعو لشهداء الوطن بالرحمة، وللجرحى بالشفاء العاجل".