أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

السيد نصر الله: مقاتلونا ازدادوا عدداً وتدريبنا أعلى.. بيريس: حزب الله في البرازيل... خطر

الخميس 12 تشرين الثاني , 2009 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,697 زائر

السيد نصر الله: مقاتلونا ازدادوا عدداً وتدريبنا أعلى.. بيريس: حزب الله في البرازيل... خطر

رأى الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن نجاح الحكومة الحالية هو نجاح لحزب الله والمقاومة في لبنان، داعياً رئيس الحكومة ووزراءها إلى عدم تضمين البيان الوزاري ما لا يمكن تحقيقه. ودعا الجهات السياسية المختلفة إلى عدم طرح مسائل خلافية خارج طاولة الحوار، إفساحاً في المجال أمام فترة هدوء في البلاد.
وتوعد نصر الله، في خطاب ألقاه في مهرجان أقامه الحزب أمس لمناسبة «يوم شهيد حزب الله»، إسرائيل بإحداث تحوّل كبير في المنطقة من خلال تدمير جيشها، إذا ما شنّت حرباً على لبنان، داعياً، في سياق آخر، اللبنانيين إلى شنّ حرب على المخدرات وتجارها.
وقد استهل نصر الله خطابه الذي ألقاه عبر شاشة عملاقة، بتأكيد أن احتفال الحزب بيوم الشهيد في ذكرى العملية التي نفذها الاستشهادي أحمد قصير يوم 11/11/1982 ودمّر فيها مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي، هو مناسبة تشمل «كل حركة المقاومة في لبنان ومنطقتنا، منذ الانطلاقات الأولى لمن سبقنا، وهي حلقة متصلة بكل الأجيال الآتية التي ترفض الخضوع للاحتلال وللاستعمار وللاستكبار».
ثم تحدّث عن انهيار «الأوهام» التي وضعت آمالاً على تغيّر في السياسة الأميركية بعد وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض، بسبب «الالتزام الأميركي المطلق بمصالح إسرائيل وشروطها وأمنها»، لافتاً إلى أن هذا الالتزام «لا يراعي ولم يعد يداري ـــــ كما حاول أوباما في خطابه في القاهرة ـــــ أي كرامة أو مشاعر أو أحاسيس للشعوب العربية والإسلامية ولدولها ولحكوماتها». وأعطى مثلاً على ذلك خطاب أوباما الذي «توجه به إلى المحتشدين في الساحة التي اغتيل فيها (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق) إسحاق رابين، وأقيمت فيها ذكراه السنوية قبل أيام، لنستمع إلى الالتزام «الأوبامي» الصارخ والقاطع والحازم بإسرائيل وبأمن اسرائيل».
وتطرق إلى المناورات الإسرائيلية ـــــ الأميركية الأخيرة التي أعلن الإسرائيليون أنّ هدفها هو الاستعداد لمواجهة هجمات صاروخية من إيران وسوريا ولبنان وغزة، لافتاً إلى أن «الأميركي يأتي للمرة الأولى منذ سنوات ومنذ عشرات السنين، ولعلها المرة الأولى منذ قيام هذا الكيان الصهيوني، ليكون شريكاً ميدانياً فعلياً في أي مواجهة قد تفرضها إسرائيل على غزة أو على لبنان أو على سوريا أو على إيران. هذه هي إدارة أوباما، وهذا الأمر لم نره مع إدارة بوش».

قبل أن نكون مع إيران الشيعية نحن مع تركيا السُّنية وفنزويلا الشيوعية في وقوفهما مع فلسطين

وفي الموقف الأميركي من الاستيطان، قال نصر الله إن إدارة أوباما جاءت وقدّمت «شويّة عنتريات» بالقول إنها «ستفرض على حكومة العدو وقف الاستيطان مؤقتاً، في شرط للعودة إلى المفاوضات، وأنا قلت لكم في ذلك الحين إنّ هذه ليست أكثر من حيلة أميركية لتقطيع الوقت ولاستعطاف العرب، ثم شاهدنا في الأسابيع القليلة الماضية كيف تراجعت الإدارة الأميركية، وبرأيي ضمن تكتيك متفق عليه منذ البداية، عن شرط تجميد الاستيطان وطلبت من المفاوض الفلسطيني أن يعود إلى طاولة المفاوضات بلا شروط مسبقة وأن يفاوض من أجل تجميد الاستيطان، ما أدى في نهاية المطاف، إلى ما سمعنا به خلال الأيام الماضية، إلى إحباط شديد لدى الفريق المفاوض الفلسطيني».
وتناول الدور الذي تقوم به تركيا في المنطقة، منتقداً من «يحاول اللعب على الموضوع التركي بطريقة مذهبية عبر القول إن تركيا السُّنية تريد الدخول إلى المنطقة لتأخذ من طريق إيران الشيعية»، معلناً وقوف حزب الله «مع تركيا السُّنية إذا كانت تريد أن تدافع عن فلسطين وعن غزة وعن المسجد الأقصى، قبل أن نكون مع إيران الشيعية، بل أكثر من ذلك، نحن مع فنزويلا الشيوعية التي تقف إلى جانب فلسطين ولبنان». وأبدى ارتياحه للقمة السورية ـــــ السعودية التي عُقدت في دمشق، داعياً إلى إيجاد «مبادرة إيرانية في اتجاه السعودية أو مبادرة سعودية في اتجاه إيران، أو مبادرة من أي مكان عربي أو إسلامي لإيجاد تواصل بين هذين البلدين الكبيرين والمهمين في العالم الإسلامي»، آملاً «أن يكون هناك تعاون لإطفاء الحرائق». وتحدّث عن وجوب عمل «الجميع على وقف القتال والاقتتال في شمال اليمن الذي يحاول البعض أن يذهب به إلى حرب مذهبية وطائفية خطيرة جداً، بعدما سقطت بنسبة كبيرة جداً، ويمكن إن شاء الله نهائياً، الحرب الطائفية والمذهبية في العراق».

ودعا «الأمة إلى تبني خيار المقاومة والدفاع عنه وتقديم الدعم لحركات المقاومة، وخصوصاً في لبنان وفلسطين»، مثمناً موقف الرئيس السوري «بشار الأسد في القمة الاقتصادية في تركيا، عندما تحدث عن المقاومة خياراً بديلاً ووحيداً بعد سقوط التسوية وفشلها، وقال إنّ وقوفنا ودعمنا للمقاومة هو واجب نؤيّده، وقال إننا نفتخر عندما ندعم المقاومة لأننا نؤدي واجبنا».
وفي شأن التهديدات الإسرائيلية للبنان، رفض نصر الله نفي أو تأكيد ما ورد في كلام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي لناحية القول إن المقاومة في لبنان تملك عشرات آلاف الصواريخ، وإن بعضها يصل مداه إلى 325 كيلومتراً. ورأى أن هذا التصريح يحمل وجهين: فإما أن تكون إسرائيل في طور التفتيش عن حجة للحرب، و«هناك احتمال آخر، هو أنّ هذا الكلام يقصد منه عدم الذهاب إلى الحرب نهائياً». وبحسب نصر الله، قد يكون أشكينازي يقول لشعبه إنه «إذا أراد أحدكم الذهاب إلى حرب جديدة فالقصة ليست مثل عام 2000 ولا مثل عام 2006. الجماعة عندهم عشرات آلاف الصواريخ وعندهم صواريخ مداها 300 كيلومتر و325 كيلومتراً».
ورأى الأمين العام لحزب الله أننا «إذا كنّا نريد إبعاد شبح الحرب عن لبنان، يجب علينا نحن اللبنانيين جميعاً أن نُفهِم الإسرائيلي أنّ حربه النفسية لا طائل منها، وأن حربه الجديدة على لبنان لن تؤدي إلى انقسام في لبنان ولا إلى صراع داخلي في لبنان، بل ستؤدي إلى وقفة لبنانية وطنية شاملة». فمن «جملة عناصر منع الحرب على لبنان أن يفهم الإسرائيلي أنّه إذا شنّ حرباً على لبنان فجميعنا سنكون معاً في الدفاع عن وطننا وأرضنا وسيادتنا وشعبنا وكرامتنا». وأكّد نصر الله أنه إذا شنّ الإسرائيليون حرباً على لبنان، «فسنكون أمام فرصة» تدمير الفرق التي يرسلها الجيش الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية. وتحدّث عن تشكيلات المقاومة التي أصبحت «أكبر مما كانت عليه بعد عدوان تموز 2006، ومقاتلونا صاروا أكثر وتدريبنا أعلى». وكرر نصر الله مطالبته الأجهزة الأمنية اللبنانية بالعودة إلى فتح ملف شبكات التجسّس الإسرائيلي «بقوة».

على الأجهزة الأمنية اللبنانية العودة إلى فتح ملفّ شبكات التجسّس الإسرائيلي بقوّة

في الشأن الحكومي، سخر ممن كانوا يربطون بين تأخير تأليف الحكومة والملف النووي الإيراني أو الجولان السوري. ورأى أن «نجاح هذه الحكومة برئيسها ووزرائها وتشكيلها الحالي هو مصلحة للشعب اللبناني ولحزب الله ومصلحة للمقاومة خاصة في لبنان»، مؤكداً وجوب التصرف بهذه الخلفية. وأعرب عن أمله ألا تكون هناك تعقيدات في موضوع البيان الوزاري. وتحدّث عن أولوية «مكافحة الفساد المالي والإداري في أجهزة الدولة ومؤسساتها»، داعياً «إلى التريث في طرح الملفات الكبرى»، إفساحاً في المجال أمام الهدوء، «فلا نذهب من أزمة إلى أزمة أخرى»، إذ يمكن طرح هذه الملفات على طاولة الحوار.
وحثّ على عدم وضع أهداف كبيرة «نعجز عن تحقيقها» في البيان الوزاري، بل «دعونا نضع أهدافاً واقعية نكون قادرين على إنجازها في وقت قريب، لأن هذا الإنجاز يعطي ثقة بالحكومة ويعزز الثقة بين الأطراف». وطالب بمتابعة ملف اللبنانيين الذين ما زالوا في المعتقلات الإسرائيلية، «مثل ملف الأسير يحيى سكاف والأسير عبد الله خليل عليان الذي عاد أهله وقدموا وثائق صادرة عن الصليب الأحمر الدولي تثبت بقاءه على قيد الحياة إلى سنوات عديدة بعد 1982».
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، دعا نصر الله اللبنانيين إلى إعلان حرب «ثقافية إعلامية اجتماعية أمنية قضائية على تجارة المخدرات ومروّجي المخدرات وبائعي المخدرات، دون أن تأخذنا في هذا الأمر لومة لائم، لا اعتبار طائفي ولا مناطقي ولا مذهبي ولا عائلي ولا عشائري، لأننا بهذا نحفظ لبنان ونحفظ عائلاتنا وبيئتنا ومستقبلنا». واتهم إسرائيل بالعمل على ترويج المخدرات في لبنان، «وتتهمنا في المقابل بأننا نحن من يروّج المخدرات في المجتمع الإسرائيلي». وردّ على هذه الاتهامات بالقول إنها «اتهامات كاذبة ومخططة ومقصودة لتشويه سمعة حزب الله وصورته، ولتشويه صورتي أنا شخصياً»، مؤكداً أن جميع المراجع الدينية يحرمون «ترويج المخدّرات حتى في بلاد العدو».
ونبه إلى أن موضوع ترويج المخدرات بين الشبان «لا يعني بيروت والضاحية، بل يعني الجبل والشمال والبقاع والجنوب أيضاً. (وهو) تهديد عابر للمناطق والطوائف والموالاة والمعارضة والأحزاب والاتجاهات السياسية والفكرية مهما كانت»، كاشفاً أن هذه القضية طرحت للنقاش مع عدد كبير من القيادات السياسية.



حمل الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى البرازيل، في جعبته تقارير استخبارية عن نشاط، قال إن إيران وحزب الله يمارسانه في أميركا الجنوبية، وحذر مسؤولين برازيليين من هجمات قد ينفذها الحزب في القارة اللاتينية. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، أمس، أن بيرس عرض خلال لقائه وزير الدفاع البرازيلي، نلسون جوبيم، معلومات استخبارية تقوم إيران وحزب الله بموجبها بأنشطة عند مثلث الحدود بين البرازيل والأرجنتين والباراغواي، وأن خلايا تابعة للحزب تتاجر هناك بالسلاح والمخدرات وتعمل على تبييض أموال وتهريب جواهر «من أجل تمويل عمليات إرهابية».
أضافت الصحيفة أن إسرائيل حذرت البرازيل ودولاً أخرى في أميركا اللاتينية من نية خلايا حزب الله تنفيذ هجمات ضد أهداف يهودية وإسرائيلية في أميركا الجنوبية، على غرار الهجمات التي نفذها الحزب ضد السفارة الإسرائيلية ومقر للمنظمات اليهودية في مدينة بوينس آيريس في التسعينيات، انتقاماً لاغتيال إسرائيل الأمين العام السابق لحزب الله عباس الموسوي.


Script executed in 0.20321393013