كتبت نسرين مرعب في "أساس ميديا":
مع وصول العدد الإجمالي للمصابين بفيروس كورونا في لبنان إلى 11580 إصابة، وبعد قرار الإقفال الجزئي الناتج عن اقتراب المستشفيات من فقدان قدرتها الاستيعابية، ها هو بصيص أمل يبرز عبر تسجيل صوتي انتشر "واتسابياً" للدكتور هاني شاهين، وهو اختصاصي في الأمراض الصدرية والعناية الفائقة وAmerican Board for Pulmonary Medicine، ويعمل في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، يدعو خلاله المتعافين من فيروس كورونا الذين تحتوي أجسامهم على الأجسام المضادة، إلى التبرّع بالدم للمصابين.
علاج الـconvalescent plasma الذي تحدّث عنه الدكتور شاهين، طرح سؤالاً حول أسباب عدم اعتماده في لبنان قبل اليوم، فكورونا استوطنت هذا البلد منذ 7 أشهر، وهذه مدّة كافية للتحضير لأيّ علاج!
الدكتور شاهين أكّد لـ"أساس" أنّ "العلاج تجريبي"، موضحاً "اللغط حوله" بأنّه "لا يحسّن من عمل الرئة، ولا يصحّح الأغشية المريضة، وإنّما فقط يخفّف من كمية فيروسات الكورونا في دم الشخص الذي تنقل إليه البلازما، وقد تنخفض هذه الفيروسات إلى 1 أو 2% فقط".
وبحسب الدكتور شاهين، فإنّ "الدم ينقل من المريض الذي أصيب من الفيروس، وتعافى، وكوّن مناعة. وهذه العملية عادة تحتاج إلى 3 أشهر. وهناك مستوى مناعة معيّن يجب أن يصل إليه المتبرّع قبل نقل الدم".
وفق المتخصّص في الأمراض الصدرية والعناية الفائقة، فإنّ هذا العلاج طبّق ضمن حالات فردية في بعض المستشفيات وليس بصورة جماعية، وهو "الطلقة الأخيرة التي نلجأ إليها حين لا يكون بين أيدينا أيّ دواء أو سبيل آخر للعلاج، وفقط للحالات التي نتوقّع أن تصل إلى مرحلة حرجة حيث لا يفيد دواء ولا علاج".
وقد تأخّر لبنان في خوض تجربة هذا العلاج بشكل جدّي وجماعي لأنّه لا يزال جديداً، ولأنّ المريض يحتاج لوقت كي يتعافى ويكوّن مناعة، ولأنّ أعداد الإصابات كانت قليلة، وبسبب عدم وجود قاعدة معلومات حول المصابين المتعافين.
مستشفى رفيق الحريري ومستشفى الجامعة الأميركية جرّبا هذا العلاج، بعدما جُرّب في عدد من دول العالم، لكن المشكلة كانت في المتبرّعين: "الآثار الجانبية لهذا العلاج هي نفسها الآثار الجانبية لنقل أيّ وحدة دم للمريض، ولا تتعدّى الحساسية أو الالتهاب".
من جهته، لا يرى الرئيس السابق للجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية الدكتور زاهي الحلو أيّ مانع من استخدام هذا العلاج، ويشرح لـ"أساس" أنّه "يقوم على أخذ سيروم البلازما من الأصحّاء بعد إصابتهم الكورونا، وإعطائه للمصابين". غير أنّه يحتاج آلية خاصة لاستخراجه: "دخلنا مرحلة دقيقة، نحتاج فيها كلّ هذه الأدوات كي نحارب الفيروس، خصوصاً أنّ القدرة الاستيعابية للمستشفيات كادت تستنفد، وهناك عدد قليل فقط من أسرّة العناية الفائقة".
وبحسب رئيسة "اللجنة الوزارية الاستشارية لفحص الكورونا" الدكتورة ميرنا جرمانوس حداد، فالعلاج ليس جديداً "وقد حضّرنا له منذ الموجة الأولى للكورونا. وهو حقّق نجاحاً في دول من بينها إيطاليا، وسبق أن استعمل في مواجهة فيروسات أخرى مثل الإيبولا. وهناك اتجاه لكتابة مشروع يعلن على النطاق الوطني اللبناني عن كيفية التبرّع بالدم في حال الإصابة بكورونا، وفق بروتوكول محدّد".
تبقى الكلفة، "نحتاج إلى الآلة التي تسحب مصل الدم، ولأكياس خاصة. الأكياس غالية نسبياً وسعر الواحد منها 200 دولار أميركي، وهذا العلاج يجب أن يدعمه مصرف لبنان"، كما تؤكّد الدكتورة حدّاد لـ"أساس".