(تصوير خالد طالب)
تمت السيطرة فجرا على الحريق الذي كان اندلع بعد ظهر يوم الاحد انطلاقا من غابات وادي حقل الخربة في بلدة مشمش عكار على ارتفاع 1100م تقريبا ليتمدد بفعل الرياح الشمالية الجافة وشدة انحدار الموقع بسرعة، ليصل الى مساحات جديدة على ارتفاع 1700م خلال وقت سريع جدا.
وبذل متطوعون وناشطون بيئيون من "مجموعة درب عكار"، طيلة ليل الاحد - الاثنين مجهودا لاطفاء الحريق، وقد ساهم تدخل ابناء بلدة مشمش وعمال بلديتها في محاصرة النيران والتعامل معها طيلة الليل بما ملكت ايديهم من وسائل بدائية وفي ظروف صعبة جدا بالنظر الى وعورة هذه المنطقة الجبلية، وتمكنوا من الحد من تمدد رقعة النار التي اتت على مساحة تقدر ب 800 الف الى مليون متر مربع، وفق تقرير اعدته مجموعة درب عكار، وقد تتجاوز هذه المساحة، خصوصا ان "الحريق لم يتم السيطرة عليه بالكامل حتى الان، ولم يتم تبريده نظرا لوعورة المنطقة وتعذر وصول الصهاريج اليها".
وشرح الناشطون في فريق "مجموعة درب عكار البيئية" الى انهم تمكنوا من الوصول الى منطقة الحريق والسيطرة عليه، قبل وصول العشرات من المتطوعين من ابناء البلدة الذين هبوا للمساعدة في الاطفاء، كما قامت بلدية مشمش بحشد عمالها، وامنت صهاريج مياه عدة محمولة على جرارات زراعية للمساهمة في الاطفاء".
اما آلية الدفاع المدني الوحيدة التي تمكنت من بلوغ اقرب نقطة من موقع الحريق، فلم تستطع القيام بواجبها بالشكل المطلوب، لعدم وجود تجهيزات مناسبة فيها للتعامل مع هكذا حريق.
كما قامت طوافاتان للجيش بطلعتين للمساعدة في اخماد الحريق، عند السادسة والنصف مساء يوم الاحد وانسحبتنا بفعل حلول الظلام.
ويشير تقرير المجموعة الى ان "الخسائر كبيرة في العشرات من اشجار الازر واللزاب الضخمة والمعمرة، بالاضافة الى عشرات الانواع الاخرى من النباتات والازهار، فضلا عن خسارة اعداد غير محددة من الطيور والحيوانات البرية لموائلها الطبيعية او القضاء عليها.
ولفتت المجموعة الى ان "الحريق لا يزال قابلا للتمدد في اي لحظة، ويلزم تبريد الموقع بشكل جيد وعزل النيران بالشكل اللازم، الخسارة بالغة ولكن نأمل بتضافر الجهود ان تعود خضراء كما كانت، على امل ان يكون هنالك تحقيق جدي يكشف اسباب اندلاع النار ويعاقب مفتعليها ان وجدوا".