أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

12 حالة وفاة بكورونا في يوم واحد أمس...إليكم تفسير الإختصاصيين والأطباء.."نتوسل إليهم أن يعوا خطورة ما نحن مقبلون عليه في حال لم يلتزموا"

الأربعاء 26 آب , 2020 07:30 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 37,254 زائر

12 حالة وفاة بكورونا في يوم واحد أمس...إليكم تفسير الإختصاصيين والأطباء.."نتوسل إليهم أن يعوا خطورة ما نحن مقبلون عليه في حال لم يلتزموا"

تُشكّل أرقام الوفيات والإصابات المرتفعة بفيروس #كورونا في لبنان نقطة الذروة التي وصلنا إليها بعد أشهر من تسجيل أول حالة محلية، وجاء قرار الإغلاق للتخفيف من حدّة تطور المسار الوبائي السريع، والوضع السيّئ المقبلون عليه. هذه الأرقام المرتفعة قد تصبح أرقاماً يومية في حال لم يلتزم الجميع بالإجراءات، وما شهدناه بالأمس من تسجيل 12 حالة وفاة في يوم واحد هو نتيجة الارتفاع الكبير في عدد الإصابات. 

تتوقع وزارة الصحة أن تشهد انخفاضاً في عدد الحالات اليومية بعد 10 أيام على الإقفال، وبالتالي انخفاض الإصابات اليومية سيُقابله حكماً انخفاض في معدل الوفيات. لبنان اليوم في المرتبة 115 بنسبة الوفيات ( بالمليون) بالكورونا في العالم، ومع ذلك يبقى مؤشر الوفيات أساساً في المسار الوبائي، ومن المهم عدم فقدان السيطرة كلياً وارتفاع معدل الوفيات بشكل صادم كما جرى بالأمس. 

138 وفاة منذ بداية الفيروس في لبنان، وفق تقرير إدارة غرفة العمليات الوطنية لإدارة الكوارث في لبنان، "يتضاعف عدد حالات الوفاة في لبنان كل 20 يوماً، بالأمس سجل لبنان 12 حالة وفاة خلال 24 ساعة فقط، وهو أعلى رقم يُسجله لبنان، وهذا ما يجعله يتصدر لائحة تضاعف عدد حالات الوفاة، في حين يُسجل العراق تضاعفاً كل 42 يوماً والسعودية كل 51 يوماً، وروسيا كل 63 يوماً والولايات المتحدة كل 100 يوم، وإيطاليا 137 يوماً والصين 184 يوماً". 

ماذا يقول الأطباء حول حالات الوفاة؟ وهل سنشهد ارتفاعاً في نسبة الوفيات في الأيام المقبلة؟ وما الأسباب الطبية التي تلعب دوراً في مضاعفات المرض والوفاة؟

 

يوضح الاختصاصي في الأمراض الجرثومية البروفسور جاك مخباط في حديثه مع "النهار" أن حالات الوفاة ليست فجائية وإنما كانت حالات حرجة موجودة منذ فترة في المستشفى، وهي تعود لإصابات قديمة وليست حديثة. لذلك لمتابعة الإصابات الجديدة ومدى تطور حالاتها علينا مراقبة الأرقام الجديدة التي تمّ تشخيصها مؤخراً. 

ما لا شك فيه أن انتشار الوباء محليٌّ، وكل شخص هو بمثابة حامل للفيروس وبالتالي علينا التحلي بالوعي من خلال الالتزام بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي والابتعاد عن الحياة الاجتماعية في الأشهر المقبلة حتى نكسب المعركة. لذلك علينا التضحية في الأشهر المقبلة أو "وضعنا سيكون كارثياً. أتمنى من الناس وأتوسل إليهم أن يعوا خطورة ما نحن مقبلون عليه في حال لم يلتزموا".

مشيراً إلى أنه "علينا تخفيف الضغط على القطاع الطبي وإراحته، ولن يحصل ذلك إلا بانخفاض عدد الإصابات. المستشفيات غير قادرة على تحمل ضغط كبير في الحالات التي تستوجب الدخول إليها".

وشدد مخباط على أن الإقفال "إما يُطبق في كل البلد أو لا يطبق، لا يمكن إقفال بعض المناطق في حين نستثني البعض الآخر، ويبقى اللقاح الوحيد في الوقت الحاضر ارتداء الكمامة وغسل اليدين".

من جهته، يؤكد الاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور بيار أبي حنا أن "من بين الأشخاص الذين يُصابون بالفيروس من يعاني من مشاكل صحية وأمراض مزمنة، ويُضطر هؤلاء الدخول إلى العناية الفائقة ومنهم من تؤدّي حالتهم إلى الوفاة. وغالباً ما يكون الشباب هم مصدر العدوى لكبار السن، ليس في لبنان فقط وإنما في كل دول العالم. إن إزدياد الأعداد يؤدي حكماً إلى ارتفاع الوفيات، لذلك علينا أن نعمل على نقطتين:

* تخفيض عدد الإصابات خصوصاً أن أسرّة العناية الفائقة في بعض المستشفيات بلغت قدرتها الاستيعابية. 

* الاتفاق على الصعيد الوطني على البروتوكولات العلاجية الموحّدة التي تساعد المريض، وتعمل الوزارة على تأمين الأدوية غير الموجودة وتوفيرها للمرضى مثل دواء Remedsevir".

مشدداً على أن "المرضى الذين توفوا يعانون من أمراض مزمنة تسبّبت بمضاعفات وبالتالي الوفاة. ومع ذلك، من المهم جداً تأمين العلاجات الفعالة للمريض وتطبيق البروتوكولات العلاجية التي أثبتت فعاليتها وتعليق العلاجات غير الفعالة. على سبيل المثال المرضى الذين هم بحاجة إلى الجهاز التنفسي يخضعون لدواء Dexamethasone، أما الذين يعانون من التهابات قوية فيخضعون لعلاج Acterma في مراحل مبكرة، بالإضافة إلى علاج البلازما الذي أثبت فعاليته على بعض المرضى".

وعن مؤشر الوفيات ومدى خطورته؟ يعتبر أبي حنا أن "12 حالة وفاة رقم مقلق، الوضع غير مطمئن وعلينا مراقبة الأرقام في الأيام المقبلة لمعرفة المسار الوبائي في البلد. وفي حال استمرينا في مرحلة الإنتشار المحلي السريع والمخيف، لا أستبعد الوصول إلى السيناريو الإيطالي والبرازيلي. أما في حال التزام الناس بالإغلاق والتقيد بالإجراءات الوقاية وتجنب التجمعات والسهرات، سنشهد انخفاضاً في عدد الإصابات. الموضوع صعب وسهل في الوقت نفسه، يتطلب التزاماً منا جميعاً بالتباعد وتجنب الاكتظاظ وارتداء الكمامة وغسل اليدين، وبالتالي ننجح في معركتنا ضد كورونا وفي حماية من نحب".

المصدر: ليلى جرجس - النهار

Script executed in 0.17607808113098