كتبت جويل رياشي في "الأنباء" الكويتية: رغم المشهد السوداوي الذي يسيطر على بيروت المنكوبة حاليا، لايزال الشباب اللبناني يحاول أن تكون له مساهمة فعالة في التصدي للمصائب التي يواجهها اللبنانيون وليس أقلها فيروس كورونا المستجد الذي تتصاعد أرقام الإصابات به وكذلك الوفيات، في بلد منهك اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.
ففي مستشفى "اوتيل ديو" الجامعي، تم اختبار روبوت متنقل طوره فريق من شركة "سبيكسال" الناشئة المتخصصة في مجال الروبوتات اللوجستية الذكية. الاختبار حصل قبل أيام في وحدة العزل التي يترأسها البروفيسور موسى الرياشي.
"الأنباء" التقت احد مؤسسي "سبيكسال" زياد شلالا الذي تحدث عن الفكرة التي ولدت "عندما رأينا الزيادة الهائلة في حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال الأسابيع القليلة الأولى من انتشاره، فقررنا استثمار مهاراتنا المعرفية في مجال الروبوتات لتطوير روبوت للنقل والتواجد عن بعد من شأنه دعم الطاقم الطبي في عمله اليومي في وحدات العزل الخاصة".
وردا على سؤال عن كيفية عمل هذا الروبوت، قال: "التحكم في هذا الروبوت يتم عن بعد بواسطة عامل رعاية صحية من كومبيوتر محمول موضوع في غرفة آمنة بعيدة."
في هذا الإطار، يضمن الاتصال الصوتي والمرئي الثنائي الاتجاه اتصالا آمنا بين المريض المصاب والممرضات أو الأطباء. الهدف هو ضمان التواصل عن بعد مع المرضى في وحدات العزل بالإضافة إلى التوصيل الآمن للإمدادات الطبية والغذاء.
هذا الروبوت يوفر عناء ارتداء الملابس الواقية والقفازات والأقنعة وتكلفتها في كل مرة يتم فيها الدخول الى غرفة المرضى".
ويضيف: "بدأت القصة عندما اتصلنا بالبروفيسور موسى الرياشي وعرضنا عليه فكرتنا. أبدى اهتماما كبيرا وسهل لنا الاتصال المباشر بإدارة المستشفى. وقد اقتنع الإداريون بالفكرة وقدموا ملاحظاتهم بناء على متطلبات الخدمات اللوجستية للمستشفى.
ثم عرضنا طرحا مفصلا عن ميزات الروبوت الى الإدارة العامة والطبية واللجنة الأخلاقية، وبعدما حظي الروبوت بموافقة كل الجهات، تمت تجربته بنجاح وترك للفريق الطبي في المستشفى لاستخدامه".
شلالا مقتنع بأن "هذا النوع الروبوت اثبت أنه مفيد في مثل هذه المواقف، وسنعمل على تطويره. وقد تم بالفعل الاتصال بنا من قبل العديد من المستشفيات للحصول على الإصدار الحالي"، علما انه مع الزيادة الكبيرة في أعداد مرضى الفيروس، فإن المستشفيات تستنزف، ان من جهة تعرض جسمها الطبي للخطر أو من جهة توافر أجهزة العناية الفائقة لمعالجة الحالات الحرجة.
كل ذلك لا يعني أنه يمكن التخلي عن الممرضين والممرضات إذ ان وجودهم أساسي في مثل هذه الظروف، لكن التكنولوجيا وعلى رأسها الروبوتات توفر الدعم لهم بالإضافة إلى مرافقتهم خلال عملهم اليومي الدؤوب المحفوف بالمخاطر.
ويختم شلالا حديثه بالحديث عن مشروع جديد يتخطى حدود بلاد الأرز: "نعمل حاليا على تطوير روبوت لأحد عملائنا في ألمانيا. وسيكون روبوتا ذكيا صنع في لبنان، ويشحن إلى ألمانيا الشهر المقبل لاستخدامه في أحد أكبر مصانع السيارات في العالم".