عقد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مؤتمراً صحافياً من قصر الصنوبر في بيروت وقال: "سأقدم تقريراً لما قمنا به في الوضع الطارئ، وأؤكد لكم أنّنا لم نتوقّف عن الاهتمام بالأزمة اللبنانية، وفرنسا تحرّكت بنفسها وبكل قوّتها بعد يوم من الانفجار "، مضيفاً: "نساهم في التحقيق بانفجار بيروت بكل شفافية، و700 عنصراً من الجيش الفرنسي انتشروا وعملوا بتنسيق كامل".
ولفت ماكرون الى ان "الدعم الفرنسي يتم تأديته بكل شفافية بالتعاون مع المجتمع المدني"، مضيفاً:"سنتابع أزمة كورونا التي تفاقمت بشكل سلبي في الأسابيع الأخيرة، وسنقدّم 7 ملايين يورو إضافية للمركز الذي يعالج مرضى كورونا والمساعدة للمؤسسات الطبية".
كما قال الرئيس الفرنسي انه "سنتابع الدعم للمؤسسات اللبنانية الغذائية والتربوية لعودة الطلاب إلى المدارس، ولضرورة إزالة هذه الصعوبات بسبب الانفجار والأزمة الاقتصادية والمالية".
واضاف: "سنعزّز العمل لتقديم مساعدات مالية للمدارس والجامعات التي تأثرت بالانفجار وتقديم دعم للعائلات المتضررة، إضافة إلى المدارس الفرنكوفونية"، وقال:"نعزّز قدراتنا ونرافق إعادة إعمار مرفأ بيروت لمصلحة الشعب اللبناني، وتقوم منظمات غير حكومية بعمل مميز بالتنسيق مع فرنسا، ولا يجب أن نستسلم أمام سهولة العمل".
ولفت ماكرون الى ان "ماكرون: الرؤساء التزموا بتشكيل حكومة في الأيام المقبلة وما طلبته بإلحاح هو التأكيد على انّ تشكيل الحكومة لا يستلزم أكثر من 15 يوماً"، مضيفاً انه "تم الالتزام بخارطة طريق تتضمن الإصلاحات بقطاعي الكهرباء والمصرفي والتدقيق الحسابي في البنك المركزي ومكافحة التهريب، وحصلنا على مواقفة الجميع، وهذه خارطة الطريق التي ستحملها الحكومة الجديدة".
وتابع: "تمنّيت بتنظيم مؤتمر دولي في باريس ووجّهت دعوة للرؤساء الثلاث، وستيم تجنيد مجموعة الدعم الدولي والرؤساء الدوليين والإقليميين لبناء هذا الدعم، وسأبذل ما بوسعي لمرافقة الإصلاح".
واضاف: "لن قدم "شيكاً على بياض"، وهو إصرار بوضع موعد محدّد بعد 6 أسابيع من تشكيل الحكومة، وعلى الجميع العمل بهذه المواعيد".
ولفت ماكرون الى انه " في ملفات الفساد قد نصل إلى مرحلة سياسة العقوبات وقد تكون هذه المسؤوليات خارج الدستور والمؤسسات".
وفي سياق متصل قال ماكرون: "اجتمعت بالرئيس المكلّف، وهو يتمتع بدعم كبير أوسع من الدعم الذي حصل عليه الرئيس الأسبق وسيرته تظهر مهنية واعدة، وهو يعي ما يحصل ويعرف أنّه ليس "الرسول"، مشيراً الى ان " توافق القوى السياسية كانت واضحة بدعم حكومة اختصاصيين ومهنيين ولن تتطلّب أشهراً للتشكيل، ونحن ننتظر البرنامج الحكومي وتصديق الإصلاحات مع جدول أعمال واضح".
ورداً على سؤال قال ماكرون : "لا أتحدّث عن "حزب الله" بتشكيلته العسكرية، بل أتحدث عنه بتشكيلته السياسية والبرلمانية، وهو قوى متواجدة في مجلس النواب وربما قوى أخرى لم تستطع إدارة البلد بشكل أفضل، و"حزب الله" يمتلك قدرة لا تملكها القوى الأخرى، وهذه الصراحة والوضوح".
وعن اللقاء الذي جمعه بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أوضح انه "التقيت البطريرك الراعي وتحدثنا عن الوضع في لبنان وتحدث عن موقفه والمبادرة التي أعلنها حول الحياد الناشط وحصل نقاش سياسي وقلت له ما هو موقف فرنسا بهذا الاطار وانها ملتزمة بهذا الفكر وتحدثنا ايضا عن المدارس والصندوق الذي وضعته فرنسا". وشدد على ان " هذا وقت التغيير وعلينا أن نلتزم والطريق فُتحت أمام لبنان وهي طريق سياسية واجتماعية وأنا سأفعل ما بوسعي لإنجاح الأمر".
وأشار :"ماكرون: لست هنا لأملي أي شيء على أيّ فريق، وأقول إن الإصلاحات مطلوبة خلال فترة 4 شهور، والرئيس المكلّف تعهّد بأشخاص كفوئين ويجب أن نثق بخارطة الطريق، وعلى القوى السياسية التعهّد أنّها ستدعم تشكيل الحكومة خلال 15 يوماً"
وبما خص اللقاء مع النائب محمد رعد، قال: "تعهّد بالإصلاحات وعارض الانتخابات المبكرة وقد قلت له بوضوح أنّ هناك اختلافاً بالوجود العسكري وهذا لن يكون ضمن الإصلاحات في الـ3 أشهر المقبلة لكن سيأتي في وقت لاحق".
وختم اللقاء بقوله : " من قلبي سلام لبيروت"