كتبت أسرار شبارو في النهار:
دوى انفجار المرفأ، لتتحول بيروت فجأة إلى مدينة رعب، قتلى هنا وهناك، جرحى ممدون على الأرض، دمار عاث فساداً في كل مكان، آلاف العائلات تغيرت حياتها في لحظات، منهم من فقد حبيباً ومنهم من تعرض لاصابات بليغة سترافقه ما تبقى له من العمر... جوزف غفري واحد من هؤلاء الذين دفعوا غالياً ثمن الانفجار، عضواً من جسده انتزع منه أمام عينيه.
اكتشاف الكارثة
في اللحظة الكارثية كان جوزف يمارس الرياضة في شارع اللعازارية في الأشرفية، حين دوى أول انفجار، حاول الاختباء واذ كما قال لـ"النهار" يسقط حائط عليه عندما دوى الانفجار الثاني، وشرح "حاولت الوقوف وإذ بي أجد نفسي عاجزاً عن ذلك، من دون أن أعلم أن ساقي تعرضت للبتر، واذ بصديقي يصرخ قائلاً انظر ما حلّ بساقك، عندها رأيت المشهد المرعب، فُتِلت ساقي ولم يبق منها معلقاً في جسدي الا بضعة سنتيمترات، 48 دقيقة وأنا ممدد أرضاً ودمي يسيل، اخذت قمصاناً كان يرتديها معارفي في المنطقة، لففت بها الجرح، ومن ثم اعطيت مفتاح سيارتي الى صديقي حيث توجه وأحضرها قبل ان ينقلني الى مستشفى رزق".
عتب كبير
50 متراً كانت تفصل جوزف الموظف في اوجيرو عن الوصول الى منزل شقيقه عندما حلّت الفاجعة وقال "نفسياً لم أتأثراً كثيراً، لكن الوجع فوق الطبيعة، ألم كبير، فبعد ان كنت لا أعرف الأدوية وجدت نفسي أحتاج إلى 10 منها لمدة 5 أشهر، مليون ونصف ليرة احتاج شهرياً، ومع هذا لم يسأل عني اي من المسؤولين في الدولة، لا بل حتى المسؤولين في عملي لم يتصلوا بي وهو ما أثر بي كثيراً".
لم يحصل ذلك في السلم بل في الحرب
خضع جوزف إلى ثلاث عمليات جراحية خلال عشرة أيام، هو الآن في المنزل يتابع علاجه، وقال" كتفي كذلك كسر ما يجعل استخدامي للعكاز أمراً موجعاً وصعباً، وبعدما كنت أخرج وحدي يومياً أنتظر الآن زوجتى او ابنتي الوحيدة لكي أخرج على كرسي متحرك، أراقب الناس كيف يسيرون على أقدامهم أتألم قبل أن أعود أدراجي" وعما يقول للمتسببين بالانفجار أجاب: "لا اقول إلا ان ما حصل سببه اهمال الدولة لشعبها، فما حصل كان صدمة قوية، فلم يقّطع جسدنا في الحرب ليحصل ذلك في السلم".
