أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

السرايا والمستشفى والسوق التجاري وفرع للجامعة اللبنانية

الخميس 19 تشرين الثاني , 2009 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 6,110 زائر

السرايا والمستشفى والسوق التجاري وفرع للجامعة اللبنانية
تنتظر بنت جبيل وأهلها الانتهاء من العديد من المشاريع الحيوية فيها والتي من شأنها ان تعيد إلى المدينة شيئاً من مركزيتها كمركز للقضاء بعدما كانت افتقدته نتيجة الاحتلال طوراً وبسبب الإهمال الرسمي أطوارا عدة.

وان كانت المشاريع المنتظرة تتنوع بين التعليمي والاستشفائي والتجاري والاداري والترفيهي، فقد أنجزت وبدأت بمبادرات ومساهمات مختلفة منها رسمية ومنها اهلية، لكن يظل أهالي قرى المنطقة المستفيدين الأوائل من انجازها على أمل تكملتها بالمشاريع المرتبطة الأخرى، التي تخرج المنطقة من دائرة الاهمال المزمن، وتعيدها إلى حضن الدولة بدل استمرار اعتمادها على المساعدات الخارجية.
مستشفى بنت جبيل حلم يتحقق
ولعل أهم المشاريع المرتبطة بيوميات الناس الحياتية هي السرايا والمستشفى وفرع للجامعة اللبنانية. فبالنسبة لمستشفى بنت جبيل الحكومي الذي انتهى العمل به بتمويل قطري خالص، فهو يشكل الحاجة الملحة الاساسية لسكان المنطقة مع الافتقار لصرح مماثل بالمعنى الفعلي للكلمة.
وأنهى المكتب الفني القطري، إعادة ترميم وتجهيز مستشفى بنت جبيل الحكومي، الذي اخذته على عاتقها بعد انتهاء عدوان تموز 2006، والذي يستفيد من خدماته الطبية أكثر من ثلاثمئة ألف مواطن في الجنوب، علماً بأن المستشفى كان قد تضرّر بشكل كبير نتيجة الاعتداءات. ورممت قطر المستشفى المؤلف من أربع طبقات وجهّزته بأحدث التقنيّات الطبيّة المتطوّرة في أقسامه كافة لاستيعاب جميع الحالات المرضية بجميع أنواعها، بحيث يعتبر المستشفى الوحيد في الجنوب الذي يستطيع إجراء عمليات جراحية متعدّدة ويستقبل حالات الطوارئ كافة.
ويشير رئيس مجلس الادارة الدكتور توفيق فرج الى ان مستشفى بنت جبيل الحكومي، وبعد إعادة ترميمه وتجهيزه من قبل دولة قطر، يعتبر من أكثر مستشفيات لبنان تطوّراً، وفيه أكثر من مئة وعشرين سريرا ويتمتع بإمكانيات تتيح إجراء كل العمليات الجراحية، «فهو يحتوي على غرف عمليات وقسم الطوارئ والأشعة والتعقيم والصيدلة والمختبرات إضافة إلى غرف العناية الفائقة وقسم التوليد والأطفال وقد بلغت كلفة إعادة الحياة إلى المستشفى أكثر من عشرة ملايين دولار».
ويؤكد فرج بان المستشفى اصبح جاهزا لانطلاق الاعمال فيه بمجرد استلامه بشكل نهائي حيث تم استكمال هيكلته الادارية والوظيفية عبر مباريات مجلس الخدمة المدنية، كما ان وزير الصحة الدكتور محمد جواد خليفة امّن مشكورا السلفة التشغيلية لانطلاق اعمال المستشفى باسرع وقت ممكن.
وأخيراً... جامعة لبنانية
ويأتي فرع للجامعة اللبنانية في المرتبة الثانية من حيث الاهمية، لما يمكن ان يكون له من اثر على صعيد تثبيت الأهالي والشباب في قراهم والحد من الهجرة التي تكون كنتيجة لضيق الآفاق التعليمية امام الطلاب او بالحد الأدنى. ويوفر وجود فرع للجامعة في الأطراف من أعباء الانتقال أو السكن للطلاب والتي تبلغ آلاف الدولارات سنويا يتحملها سكان منطقة تعتبر على الصعيد الإنتاجي من افقر مناطق لبنان بحسب دراسة متخصصة.
ووافقت رئاسة الجامعة اللبنانية على افتتاح اول فرع لها في بنت جبيل بعد ان وقع رئيسها زهير شكر، ووزارة التربية، على قرار إنشاء كلية للعلوم في ما يعرف الآن بمدرسة عبد اللطيف سعد في البلدة، وانطلق التعليم في المبنى الذي يشهد إقبالا لافتا من قبل الطلاب، وستقتصر الدراسة على طلاب السنة الاولى فقط على ان يجري زيادة صفوف المراحل الاخرى تباعاً وكل سنة.
ويأتي الانجاز بعد سعي حثيث من اتحاد بلديات بنت جبيل الذي تلقى وعدا قاطعا بالموضوع من رئيس مجلس النواب نبيه بري اثناء زيارة له.
ويشير رئيس الاتحاد المهندس عفيف بزي الى أن الحدث يأتي في ظل الأزمة المعيشية الضاغطة وعدم توفر الامكانيات لدى الكثير من طلاب المنطقة لاستكمال الدراسة الجامعية في المناطق البعيدة. ويعتبر الفرع حاجة ملحة لمنطقة بنت جبيل خصوصاً للذين يذهبون مسافات طويلة لاستكمال دراستهم في بيروت وصيدا والنبطية، ما يشكل لهم عبئاً اقتصادياً اضافياً.
ويشير بزي إلى أن الاتحاد لم يبخل باي تقديمات مادية يمكن ان تساعد في إتمام المشروع حيث قام باعمال الصيانة اللازمة للمبنى اضافة الى تأمين التجهيزات المكتبية وخلافه.
ويأتي افتتاح المشروع بسنته الاولى كإنجاز لمطالبات متكررة منذ أربعين سنة من قبل اهالي المنطقة.
سوق بنت جبيل
لطالما كان سوق بنت جبيل ذاكرة المدينة، والممر الحيوي الذي يربط بين القرى والبلدات المجاورة لها. ذاكرة حاولت إسرائيل محوها خلال الحرب الاخيرة.
اكثر من مئة وخمسين وحدة تجارية دمرت خلال العدوان، في سوق بنت جبيل، وقد سقط في ليلة واحدة اكثر من 350 قذيفة من عيارات مختلفة على السوق رافقتها عشرات الغارات الجوية على بعض الأبنية ليتحول التجمع التجاري التاريخي في المدينة إلى اثر بعد عين.
بعد الحرب مباشرة، استطاع اصحاب المحال المدمرة ان يتخطوا الازمة بتوجه عدد كبير منهم للاستئجار في اماكن متفرقة من البلدة قبل ان ينتقل بعضهم الى السوق المؤقت، وذلك بعد ان اخذت دولة قطر قرارها بإعادة إعمار السوق التجاري بالاضافة الى الوحدات السكنية. ومدّ قرار الأعمار الأهالي وتجار المدينة بالأمل الكبير فاقترحوا أن يعيد كل تاجر بنفسه اعمار محله، لكن سرعان ما تكفل المشروع القطري لاعادة عملية اعمارها. وتسير عملية إعادة أعمار السوق بشكل سريع وبأفضل المواصفات التي تتناسب مع ذاكرة بنت جبيل وتاريخها.
وحاليا، تجري عملية اعادة اعمار السوق على قدم وساق ووفقاً لمواصفات هندسية تأخذ من الشكل القديم قناطره، وتحديث في الداخل بما يتلاءم مع حاجات التجار بالاضافة إلى قسم علوي «متخت « يزيد من المساحات التي تريح المتسوق.
ويعتبر رئيس بلدية بنت جبيل المهندس عفيف بزي ان «اعادة الاعمار سوف تنتهي مع بدء الربيع المقبل على ان يتم الافتتاح مع نهاية الاعمال بحضور فعاليات المنطقة ووفد خاص من دولة قطر، وبذلك تكون دولة قطر مع بلدية بنت جبيل قد أنجزتا السوق».
وبذلك يعود السوق ليسـتقبل زبائنه القدامى والجدد وتسـترجع المدينة دورها الإقتصادي المعروف على صعيد القرى المجاورة، «وهذا هو همنا الأول».
وبعد الانتهاء من الاعمار، يقترح بزي أن يتم سقف السوق بقناطر حديد وبلاستيك تعطي ألوانا وجمالية أكثر حيث تمنع الشـتاء والشمس. فيصبح كسـوق الحميدية في سـوريا بجماليته ولكن بنظافة وترتيب أكثر، مشيراً على أنه سوف يتم درس الاقتراح وتقديره وبموافقة من المجلس، وستباشر البلدية ايضا بعد ذلك برصف السـوق بحجارة قديمة وبكلفة محددة للمشروع. والمشروع هو عبارة عن رصف السـوق والســاحات والمعالم القديمة المعروفة تاريخيا كسـاحة النبية والسرايا والبركة وحاكورة نصف الضيعة التي عرف بها أجدادنا وآباؤنا بالمدينة. وقررت بلدية بنت جبيل إنجاز المشـروع إن اسـتطاعت تأمين المبلغ المطلوب وهو حوالى أربعمئة ألف دولار أمريكي.
السرايا الجديدة
من المقرر استلام مبنى السرايا نهاية العام الجاري لينتقل إليها حوالي عشرين مؤسسة رسمية تتكفل بلدية بنت جبيل حاليا بدفع بدلات ايجار مكاتبها البالغة أكثر من 35 مليون ليرة سنويا.
وبحسب مصادر معنية فإن من شأن افتتاح السرايا تخفيف الأعباء المالية عن البلدية بتجميع المؤسسات الرسمية المختلفة في مبنى واحد بدل توزيعها في اماكن مختلفة في بنت جبيل،وتخفيف أعباء الانتقال والبحث عن المراجعين اسوة بباقي مراكز الاقضية.
وبالإضافة إلى هذه المشاريع الاربعة فإن مدينة بنت جبيل شهدت افتتاح حديقة عامة على مساحة 3500 متر مربع تضم حدائق اطفال إضافة الى نماذج عن الاشجار التي تنمو في لبنان. وتشكل الحديقة متنفساً لأطفال البلدة إضافة إلى مغتربيها، فيما يجري حاليا العمل على البدء بإنشاء حديقة ثانية بتمويل مشترك من بلدية بنت جبيل ومغتربي البلدة، اضافة الى مشروح مسبح عام أنجزت دراسته تقريباً وسيعرض على وزارة الداخلية والبلديات قريبا.
وفي الوقت الذي يعتبر رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي أن حوالى ثمانين في المئة من الحاجات الاساسية لمدينة بنت جبيل قد انجزت وهي من الحقوق الاكيدة لأهل المنطقة الذين ذاقوا ويلات الاحتلال والحروب،» فإن العين تبقى على إنجاز باقي المشاريع الحيوية لا سيما الصرف الصحي الذي انجز حوالي ستين في المئة منه قبل الحرب، وعجزت البلدية عن اكماله، بالاضافة الى تأمين الاموال اللازمة لاستكمال مد شبكات المياه في الوسط والتي دمرت كليا خلال العدوان، كما ان إنارة هذه المناطق تحتاج الى تمويل اضافي مع الحاجة الى انشاء الارصفة اللازمة وتأمين مواقف عامة للسيارات.

Script executed in 0.20075082778931