حين خرج حمود (مواليد يحمر 1927) الى حقله يحرثه ويزرعه كعادته، لم يكن يدرك ان معوله سيرتطم بقنبلة وهو "ينكش" حقله المحاذي لمنزله،تمهيدا لزرعه، فانفجرت واصابته في صدره وبطنه ويديه، اصابات خطرة كما افاد الدكتور احمد مشورب،وتبدلت فرحة العيد الى حزن، وبدل من ان يدخل حمود الى منزله لتناول طعام الغداء بصحبة العائلة، دخل غرفة العمليات بعد ان كان الصليب الاحمر، عمل على نقله الى مستشفى النجدة الشعبية،وجوه العائلة شاحبة، يعلوها الاستياء وهي تنتظر في قاعة المستشفى،واستياءها دفعها الى طرح جملة تساءلات، من ضمنها من يضمن حماية المواطن وهو يحرث ارضه، بعد ان يكون تسلمها مطهرة،امام غرفة العمليات وقف احمد جابر احد اقرباءه وهو يردف غاضبا " الاولاد كانوا اول من امس يلعبون في ذات الزاوية حيث كان حمود يحرث ارضه، ما كان سيحصل حينذاك، ويلفت احد اقاربه الى "انه يقصد حقله هذا كل يوم يزرعه ويحرثه فهو يعتاش من الزراعة، من المسؤول يقولها، اذا كان قد تسلم حقله مطهر واليوم انفجرت به قنبلة عنقودية، كيف يمكن ان نصدق بعد اليوم ان ارضنا طهرت فعلا من خطرها؟
هذه الاسئلة وغيرها تنتظر نهاية فصول المسلسل العنقودي،الذي يبدو انها ستطول رغم كل الجهود الحثيثة الذي يبذلها القيمون على اعمال تطهيرها، اضف الى ان الامطار تطمرها تحت التراب، ما يعني ان الخطر سيكون داهما باستمرار وعلى امل ان يصار الى اقصاء الخطر عن الحقول الزراعية يبقى على كل مزارع ان يكون حذرا كي لا يقع ضحية لها كما حصل مع حمود والذي يجهل مصيره ان كان سينجو منها ام سيفقد الحياة.
