أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

أية مغامرة إسرائيلية لن تكون (نزهة)

السبت 05 كانون الأول , 2009 09:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,057 زائر

أية مغامرة إسرائيلية لن تكون (نزهة)

كتب المحلل السياسي: الأنوار

لم تَعُد (قوة لبنان في ضعفه) بل في قوته. آخر حروب (الزهو) الإسرائيلي كانت في العام 1982، بعد ذلك التاريخ أصبحت (قوة لبنان في قوته) وبلغت هذه الحقيقة ذروتها في عدوان تموز 2006، حين عجزت الآلة العسكرية الإسرائيلية عن تحقيق أي إنجاز سواء من الجو أو من البحر أو من البر. فالتكامل الميداني بين الجيش اللبناني وحزب الله، حقق توازناً عسكرياً مع الجيش الإسرائيلي حيث أن صواريخ المقاومة وصلت إلى أماكن في إسرائيل لم تبلغها في السابق أية حرب عربية - إسرائيلية.

* * *
الهزيمة الإسرائيلية في حرب تموز 2006 لم تقتصر على عدم تحقيق أي هدف منها بل على عدم القدرة على تدمير القوة الصاروخية لحزب الله، صحيح أن السرية المطلقة، والمطلوبة، لحجم هذه القوة هي الشرط الأساسي للمحافظة عليها، لكن ما هو شبه مؤكد أن الحزب استطاع إعادة تكوين ترسانته الصاروخية وأن هذه الحقيقة تُذهِل الإسرائيليين وتجعلهم يحسبون ألف حساب قبل الإقدام على أية مغامرة عسكرية جديدة كما يهددون.

* * *
في كل مرة يعمد فيها العدو الإسرائيلي إلى الحديث عن (المخزون الصاروخي) لحزب الله، يكتفي الحزب بالرد انه (لا ينفي ولا يؤكد) وهذه الطريقة الذكية في تحاشي ان يُستدرَج إلى الكشف عما يملكه، تدفع بالعدو إلى تكثيف عملياته التجسسية، لكن هذا الأسلوب سقط بدوره بدليل الكشف المتلاحق لشبكات التجسس والذي خلق ارباكاً داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وحتى لدى صنّاع القرار السياسي في إسرائيل.

* * *
هذه الإعتبارات والمعطيات تُشكِّل حقيقة أمام الإدارة السياسية في لبنان، وهو ما يُسهِّل إنطلاق طاولة الحوار للبحث في بند واحد وهو الإستراتيجية الدفاعية، وهذه الإستراتيجية لا تنطلق من فراغ بل من مراكمة التجارب بدءاً من أواسط التسعينيات أثناء عدوان نيسان وعملية عناقيد الغضب مروراً بالإنسحاب المدوّي في أيار من العام 2000، وصولاً إلى الهزيمة في حرب تموز 2006.

* * *
يُفتَرَض بهذا البند ألا يكون مادة خلافية بل ان الجهود يجب أن تكون منصبّة على تحقيق أعلى درجات الجهوزية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية المتكررة.
لقد بات مفهوماً ان أيَّة مغامرة إسرائيلية لن تكون نزهةً، بدليل التجارب السابقة، وما هذه التهديدات سوى حاجة اسرائيلية داخلية لأنها لم تعد تُجدي نفعاً مع لبنان.

Script executed in 0.17470598220825