البعض متعته في ذلّ أمته
مـا أشبه اليومَ بالأمس الذي صـرنا الذيولَ وراء الغرب يملؤنا بـما يـريد، ويـخزننا لـه عُـلَبا صـرنا بـيادقَ فـي أهواء رقعتِه إنْ شـاءَ ثـبّتَ أو إنْ لم يشأ ْ قَلَبا والـبعض مـتعته فـي ذلَ أمـته تـراه إن سقطتْ في ذلها طربا !! تـراه إن بـقيتْ في الوحل يعشقها وإنْ سـمتْ بـفخارٍ ذمّها وأبى !! يـسري الـتناقضُ في شريانه كدمٍ يـخشى الـظما إن عاين السُحبا !! يـخشى الـحروفَ تـمس أسطره إن عانقتْ نصراً أو أمطرتْ غَلبا !! يـهوى هـزيمتَه، لا بـل يهيم بها عـجباً لـجلدٍ يـعشقُ الـجَرَبا !! لـو قـيل: جُـنّ. فذو عذر بجُنته لـكنْ يُـقالُ: فـهيمٌ، ألّف الكُتبا !! لـقد تـبنّى هـوان النفس فلسفةً بـها تـشدّق مغروراً إذا خَطبا !! وهـو الـمخيّر تـكريما، بلا جدل حـرية ٌ وُهـبتْ لـم يُـعْطها طَلبا فـاختار ذلَّ قـيادٍ عـن كـرامتِه كـم تـابعِ صـوتَ الهوى عَطِبا ! هـذي مـصيبتنا: في أنفسٍ خنعتْ فـلوثتْ أمـلاً فـي النفس منسكبا لو يسلم العود من سوس يكون به لـظل عـند هـبوب الريح منتصبا لـو ذلّ ذو سـخَفٍ فـالذلّ موئلُه ولا يُــذلّ أبـيٌّ مـاتَ أو صُـلبا لـو الأبـيّ غلى في صدره عطشٌ والـذلّ مـاء ولا ثـانٍ لما شربا ! أدهى المصائب في مجموعة ربضت عـلى العروش فغارَ الجرحُ والتهبا صـبّوا الـشعوب تماثيلاً بمُتحفهم والـشعبُ يرقدُ مرتاحاً. فواعجبا !! عـجنوا الهزيمة مع فقرٍ ومسكنة وبـالعجينة تـلكم حـنّطوا الـعَربا خـمرُ الـعروش، ألا تـباً لخمرتها كـم دمرت وطناً، وأجدبت خَصِبا!! كـم أخفضتْ قمماً، وأجهضتْ همماً وأخـمدتْ لـهباً، وعـطّلتْ سَببا ! والناس في نومهم لاشيء يوقظهم حـتى وإن لغم من تحتهم ضَربا ! والـقدس فـي خـجلٍ طلتْ بقبتها واسـتشرفتْ حـولها بيتاً بدا خرِبا رأتْ تـماثيلَ فـي الأوحال غارقة ً لاتـعرف الحَنَق المشروعَ والغضبا هـم الأرانـبُ إنْ دُكّـتْ كرامتُهم وفـي الـمجونِ تراهم أمَّه وأبا !! بـركانُ شـعري عظيم إنما عجزت لـظاهُ تـطفئُ عـن أضلاعيَ اللهبا ياقدسُ، يا قلق الضمير، قد سقطتْ لـلزيف أقـنعة ٌ، والوهمُ قد صُلِبا فـالناس حـولكِ: إمّا راقص طَرِبٌ أو حـاملٌ هـمّاً لا يـعرفُ الطَرَبا كـأنّـه أنـتِ، مـأسورٌ بـلوعتِه لـكنْ عـلى أمره المخذولُ قد غُلِبا حـتّامَ نـصبرُ والأوجـاع تـقتُلنا والـقهرُ يـجعلنا فـي نـاره حَطبا لـولا الـجبالُ التي مابيننا شمختْ أفـاضت الشمسَ سيلاً فينا والشُهبا لجاءنا الموت قبل الموت، بل خوَرٌ يـحوّل الـروحَ قـفراً مرعباً جَدِبا |
ذهبا! عـدنا نِيامًا، وعاد القدسُ مُغتَصبا