يشار إلى أن فلسطين شهدت في سنة 1837 هزة أرضية قوية راح ضحيتها 5000 شخص ودُمِّرت مدينة صفد بأكملها، في سنة 1927 حدثت أيضا هزة أرضية أخرى، مما أودت بحياة 300 شخص وإصابة 1000 شخص بجروح، و في سنة 1956 تكرر المشهد في لبنان والاعنف كان في مدينة بنت جبيل الواقعة على خط مدينة صفد الفلسطينية المحتلة، يومها اصاب مدينة بنت جبيل و بلدة عيترون المجاورة بشكل كلي و رهيب فتصدعت البيوت و انهار بعضها و كان لهذا الزلزال صدى كبير في الدولة اللبنانية.
من المعروف أن الهزة الأرضية تحدث في أعقاب إطلاق الطاقة الناتجة من تحرك الألواح التي تكوِّن قشرة الكرة الأرضية على امتداد مستوى التلامس بينها. علما أن فلسطين موجودة في منطقة التقاء هذه الألواح، ومن المتوقع أن تُطلق الطاقة المخزونة في هذه المنطقة, بناءً على الإحصائيات، كل 80 عام.
لذلك توقع مؤخراً علماء جيولوجيا اسرائيليين، أن هزة أرضية قوية ستحدث خلال العقد الحالي ستدمر "دولة اسرائيل"، ويذكر ان الحكومة الإسرائيلية عينت في عام 1999 لجنة مكوَّنة من ممثلين لعدة وزارات، لكي تفحص الأضرار التي من المتوقع أن تنجم في أعقاب حدوث هزة أرضية، وذكرت اللجنة في توصياتها "نحن نقدِّر أن هزة أرضية قوية ستحدث خلال خمسين سنة".
الدولة اللبنانية لا تعطي لهذا الموضوع اي اهتمام لازم و كافي، وفي المركز الوطني للبحوث العلمية في لبنان لا توجد اي مراصد اساسية مطورة او اجهزة انذار مبكرة تنذر بحدوث زلازل يمكن الاعتماد عليها كالموجودة في الدول المتطورة، علماً أن خبراء المركز حذروا من احتمال وقوع هزة أرضية بقوة توازي ما عرفه لبنان عام 1956 و دعوا الحكومة اللبنانية لاتخاذ إجراءات وقائية جدية. وفي المقابل كانت افادت تقارير اسرائيلية أن وزارة الصحة تستعد منذ اكثر من سنة لهزة أرضية قوية تضرب "شمال البلاد"، وأصدرت تعليماتها بتحسين مدى الجاهزية لكارثة واسعة النطاق، حسبما ذكرت وكالة الانباء الفرنسية آنذاك.
لكن مع كل تلك الحسابات والتوقعات يبقى السبب الاكبر في حدوث و تكرار الزلازل في منطقتنا مرتبط بالمشيئة الالهية، ويكفي وجود بعض الثقافة الزلزالية عند الأفراد ليحميهم من الإصابة أو القتل أثناء حدوث زلازل لا سمح الله. ويكفي الاعتماد على الحيوانات كانذار لوقوع زلزال بعد هجرة حظائرها، فهي تحس قبل الإنسان بحدوث الزلازل، ويظهر ذلك في شكل نباح الكلاب وأصوات القطط والخيول، وقد تظهر هذه الأصوات قبل حدوث الزلزال بنحو (10)دقائق، وهي فرصة لكي يتجنب السكان المخاطر التي قد تنجم عن وقوع الزلزال، والكوارث التي يمكن أن تقع نتيجة مثل هذه الهزات الأرضية.