أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

أبو مروان: صانع الأناقة... لم يكلّ من غرز الإبر في بزّات الرجال

السبت 23 كانون الثاني , 2010 06:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,473 زائر

أبو مروان: صانع الأناقة... لم يكلّ من غرز الإبر في بزّات الرجال
عند منتصف زاروب الخياطين على كتف سوق القصابين في صور «يقيم» عــباس حــمزة الشاب «أبو مروان» في بيته الثاني منذ ثلاثين ســنة، ويمضي في محل الخياطة المبــني بحجارة رملية قديمة تتآخى مــع عدة الشــغل التي تــبدأ من مكواة تعمل على الفحم الحجري وصولا الى ماكينة الخياطة الستينية وطاولات التفصيل والخزانة «المتوارثة «عن اهم الخياطين في المدينة، والى جانب هؤلاء تزدان رفوف محل ابو مروان بتماثيل نحاسية لقائد الثورة الشيوعية «لينين» وجورج حبش ورفيق النضال محمد الزيات وايضا «يوميات» تحمل صور السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري والرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ومفارقة ابو مروان الذي يحافظ على اناقته في دوام العمل يدوم من الثامنة صباحا وحتى الثامنة ليلا ابتداء من تقاعده من وظيفة الشرطي البلدي في العام 2000 انه لم يترك يوما مهنة الخياطة التي بدأها عندما كان صبيا، ولم تثنه وظيفة الشرطي البلدي التي مكث فيها ثلاثين عاما عن تلبية زبائنه.
يقول ابو مروان: عندما كنت في سن الخامسة عشرة ومع تركي صفوف الدراسة بدأت رحلة تعلم الخياطة عند اشهر الخياطين يومذاك في صور المرحوم اسبر الحمصي ومن ثم عملت عند المرحومين حنا شرشر ورفلة ابو جمرة الذي كانت تجمعني معه طريق نضالية وانسانية.
ويضيف: ان محل الخياطة الذي كنت اعمل فيه على مقربة من مبنى البلدية القديم في آخر السوق التجاري دمرته الطائرات الاسرائيلية خلال الاجتياح الاسرائيلي في العام 1978 بعدها انتقلت الى هذا المحل الذي اعتبره بيتي الثاني بحيث امضى اكثر الاوقات كادا في العمل.
هي مهنة متعبة وتحتاج الى مزيد من الصبر ومع ذلك فقد أبو مروان صبــره في احدى المرات يوم استفزه احد الزبائن قائلا ان هذه «البزة» ليست هي البزة التي رآها في «البروفة» الاولى فما كان من ابو مروان الا ان رمى البزة في الشارع احتجاجا على اللاثقة.
ويلفت ابو مروان التي تقارب اسعار البدلات الرجالية التي يحيكها اسعار السوق ان البزات التي يصنعها تضاهي تلك الموجــودة في الاسواق وخصوصا لناحية اعطاء القطعة جهدا اكبر والاستمرار في استخدام ما يعرف «بحشوة الشعر الانكليزي»
الرجل الفخور بمهنته، لا يتذكر ما ينغص عليه علاقته بها، إلا الرجل الذي رمى بزته. كما يتذكر حادثاً حزيناً آخر: احد الفعاليات الصورية خضع «للبروفه» الاولى وقبل موعد البروفه الثانية توفاه الله.
«سنّة الحياة»، يقول آسفاً، ويتابع غرز الأبر في بروفة جديدة لصناعة الاناقة.

Script executed in 0.20505094528198