أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

محمد كريك يعود إلى تراب عيتا

الإثنين 08 شباط , 2010 07:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,196 زائر

محمد كريك يعود إلى تراب عيتا

اليوم في عيتا الشعب، صار محمد شهيداً. وصلها وحيداً على الرغم من الجموع الحاشدة التي اجتمعت لوداعه. وصلها دون والده على غـير ما اعتاد، انتـظره طويلاً في براد مستشفى بيروت الحكومي، على امتداد 12 يوماً ولم يصل. فسبقه إلى حضن التراب، في قريته التي لطالما ردّد نشيدها المشهور... عيتا...
هنا نام محمد، ابن الثالثة، إلى جانب شهداء البلدة الذين سقطوا خلال عدوان تموز 2006. في طريقه إلى مثواه الأخير تزاحمت الأكفّ حول النعش الصغير الذي لم يتسع لها كلها وطار على خفته فوق أكتاف الرجال.
في الجبّانة، وقفت كفى، ابنة عم محمد عند قبره تنتظر وصول النعش لترمي على الكفن وردتين للمرة الأخيرة، وقفت طويلاً، ومعها وقف عشرات الأطفال ينتظرون الآتي من البعيد، والذي رحل مبكراً، على غفلة من الجميع.
وكان النعش قد سُجّي في منزل ذوي محمد، قبل أن يحمل على الأكف إلى حسينية البلدة بموكب شعبي ورسمي شارك فيه أهالي عيتا الشعب والقرى المجاورة، حاشد، بالإضافة إلى كل من النائب علي بزي ممثلاً الرؤساء الثلاثة، والنائب حسن فضل الله ممثلاً قيادة «حزب الله»، وممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العقيد يوسف حوماني، وممثل قوى الأمن الداخلي المقدم جان الياس، وممثل الأمن العام الرائد علي قاسم، وعدد من رجال الدين، بالإضافة الى قيادات من حركة «أمل»، وهيئات بلدية واختيارية واغترابية وشخصيات عسكرية وأمنية.
وبأسى بالغ، رافق موكب التشييع فرق من أشبال كشافة الرسالة الإسلامية وكشافة المهدي، وحملة أكاليل الورود، وجاب شوارع البلدة تتقدّمه فرقة موسيقية تابعة لقوى الأمن الداخلي عزفت موسيقى الموت. وفي ساحة الحسينية، أمّ القاضي الشيخ علي سرور الصلاة على الجثمان، ثم حُمل إلى جبانة البلدة حيث ووري الثرى.
وكان جثمان الطفل كريك، قد نقل صباح السبت من مستشفى رفيق الحريري الحكومي، إلى عيتا الشعب، حيث استقبله أهالي البلدة والجوار، في الساحة العامة، وسط أجواء من الحزن والأسى فيما أقفلت مؤسسات البلدة جميعها أبوابها.

Script executed in 0.16452193260193