لم يوفق الفقير محمد شبلي بالترخيص الذي ناله من بلدية بنت جبيل الذي يسمح له بالتجول اينما شاء في البلدة بهدف بيع السكاكر و الاسترزقاء. فهو يرى انه حقق الانجاز الكبير بحصوله على الترخيص الرسمي اعتقاداً منه انه لن يرى اي معوقات في تجوله الدائم. فقصة هذا الشاب العشريني الذي طرحها موقع بنت جبيل قبل اسابيع قليلة كانت على موعد مع مفاجأة كبرى لم يكن محمد يحسب لها اي حساب، فهو سوف يطوي صفحة مريرة من عمره قضاها على الطرقات في بيع السكاكر ليتخلص من التجول على الطرقات وينتقل الى دكانه الجديد في بلدته كونين. ولأن الله سبحانه و تعالى قد قال في الاية الكريمة، بسم الله الرحمن الرحيم "(وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) التوبة 121 صدق الله العظيم.. فان الآية الكريمة و غيرها من الآيات المباركة في القرآن الكريم قد انبتت عملاً عظيماً عند الله سبحانه و تعالى لاحد الاشخاص الخيرين من زوار موقع بنت جبيل الذي مد يد العون من خلف البحار و تكفل بارسال مبلغاً كبيراً بهدف ان يتخلص محمد من بيع السكاكر بطريقة التجول في الطرقات وانشاء دكان له يساعده وعائلته في كسب رزقهم خصوصاً ان محمد يعاني جسدياً في موضوع التنقل.
خبر افتتاح الدكان لم يكن عادياً على محمد، فهو الذي حلم منذ زمن ان يكون له الدكان الذي يقيه في حرارة الشمس و عصف الرياح وبلل المطر حينما كان يكسب رزقه لا باستجداء انما ببيع السكاكر على الطرقات وامام المساجد.
وفور معرفة محمد بالنبأ السار عن عزم احد الاشخاص المغتربين الذي فضل عدم ذكره اسمه بافتتاح دكان له، اسرع لأحد اقربائه ليخبره بالامر، وعلى وجهه تبدو ملامح الشعور بالفرح العميق فيما خصص يوماً كاملاً لتوديع و دعوة اصدقائه وزبائنه في بنت جبيل لزيارته في دكانه الجديد .. الآن محمد، بمساعدة احد اقربائه الذي يعتني باموره انتهى من وضع اللمسات الاخيرة على دكانه الجديد وقص بالامس شريط الافتتاح الجديد لـ " ميني ماركت اليتيم" الذي يقع على طريق عام كونين بيت ياحون مستعيناً بشقيقته التي تساعده على انطلاق العمل بالدكان الذي يضم مواد غذائية منوعة وخضار و فاكهة..
يخبرنا محمد بلغة ثقيلة انه مسرور جداً بهذا الدكان، مردداً عبارة "الله يوفقن " مكتفياً بهذه الجملة، فيما يؤكد قريبه حبيب الدبق ان محمد يتواجد في دكانه منذ الصباح الباكر ويرى ان هذا الدكان سيؤمن دخلاً يومياً لمحمد و عائلته ، مقدراً وشاكراً هذا العطاء الكبير الذي قدمه احد الاشخاص الخيرين و مثنياً على جهود موقع بنت جبيل الالكتروني الذي كان الوسيلة الاساسية لايصال قصة محمد الى العالم.
الامام علي بن أبي طالب (ع) يقول: "والذي وسع سمعه الأصوات!.. ما من أحد أدخل على قلب فقير سروراً ؛ إلا خلق الله له من هذا السرور لطفاً.. فإذا نزلت به نائبة، جرى إليها لطف الله، كالماء في انحداره ؛ حتى يطردها عنه.." اسرة موقع بنت جبيل باكملها تقدم للاخ المجهول فاعل الخير الذي تبرع بافتتاح الدكان لهذا الفقير، تقدم باقة من الورود شاكرة اياه على عمله المبارك، والثقة بموقعنا بنت جبيل .اورغ، لادخال السرور على قلب هذا الفقير الذي رأيناه يوماً فقيراً كادحاً واليوم نرى حاله أفضل من الذي كان عليه من قبل..
{ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم }
التقرير مصور ..
