ضمّ الوفد رجال دين ، رئيس البلدية ونائب الرئيس وعدد من الأعضاء والمختارين ، ونقابة التجار ، وفعاليات تربوية واجتماعية وسياسية وحزبية وجامعية وآخرين .
تحدث السيد بداية فشكر لبنت جبيل مبادرتها تلك وتمنى دوام التوفيق في مسيرة استعادة المدينة لدورها وأهميتها .
ثم تحدث باسم الوفد الدكتور مصطفى بزي ، وهذا نص الكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيّدنا ونبينا محمد ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين .
سماحة آية الله اله العظمى ، المرجع الدينيّ الكبير السيد محمد حسين فضل الله . دام ظلّه
أيّها الأخوة
من حاضرة جبل عامل ، ومدينة المقاومة والتحرير ، مدينة الانتصار ، مدينة العلماء الأبرار ، وفي مقدمتهم آية الله العظمى والدكم المقدس السيد عبد الرؤوف فضل الله ، رمز الإيمان والتقى والورع والزهد الخالص ، من مدينة بنت جبيل ، التي أحببتها وأحبّتك واحترمتك ، جئناكم أيّها العالم العلم ، الانسان الانسان ، المميز بغزارة العلم ، واتساع الثقافة ، والجرأة المشهودة ، والفكر النيّر ، والعقل المتنوّر ، والعطاء الزاخر ، والخير الوفير ، والأسلوب اللائق ، والروحانية الصادقة ، والشاعرية الرقيقة ، والأدب السامي والرفيع .
في جعبتكم سيّدي حمل كبير من العطاء والجود والخير والمعرفة والنتاج ، أعمالكم ساطعة كنور الشمس ، لا يستطيع أحد أن يحجبها ، بين جنبيك يرتع الخير والبرّ ، ويعرّش العلم الذي لا حدود له .
كلّ الكلمات والعبارات والمقالات ، لا يمكن أن توفيّك جزءاً من حقكم على مجتمعنا ، وأنتم أكبر من أن يوفّى مقامهم بكلام ، وأعزّ من أن يتناولهم بيان .
لقد تمثّل غرسكم في نتاجكم الكبير الذي لا يعدّ ولا يحصى ، وخاصة في المجال الديني والعلميّ والمرجعيّ ، وفي أماكن كثيرة من مناطقنا ، حيث تنتشر معالم العلم والتربية والمعرفة الإنسانية والخير .
إن التفاتاتكم البيضاء السخية ، وخاصة تجاه الأيتام والفقراء ، وهي مستمرة حتى اليوم هي فسحة براء على رؤوس الأطفال الذين لم ينسوا فضلكم ، وهم سيكبرون ، كما حصل مع من سبقهم ، وتتأصل في نفوسهم محبتكم واحترامكم والإعجاب بكم ، وسيتذكرون دوماً أنكم من حملتم أعباءهم وأعباء المجتمع كلّه .
ان مواقفكم النبيله ، وفي كل المجالات السياسية والإجتماعية والعلمية ، تشهد لكم ، وهي التي ضخّت فينا أنفاس العزّة ودماء الشرف ، وبكم قويتْ فينا العزيمة ، وتجوهر الانتفاض في وجه الطغاة والغاشمين . مواقفكم تلك كانت سبباً رئيسياً في استهدافكم شخصياً ، في مثل هذه الأيام ، وتحديداً في الثامن من آذار 1985 ، يوم امتدت يد الغدر والبغي والهمجية والصهيونية والاستكبار العالميّ لتنال من شخصكم الكريم ، لكنها باءت بالفشل ، وهي التي كانت سبباً في استهدافكم طيلة الفترة اللاحقة امتداداً ووصولاً الى عدوان تموز 2006 ، حيث طال العدوان كلّ مؤسساتكم التعليمية والتربوية والخيرية والإجتماعية فضلاً عن منزلكم ومكتبتكم .
واليوم بعون الله وتوفيقه ، عادت هذه المؤسسات من تحت الركام ، وانتعشت برعايتكم الخاصة ، وهذي الحياة تعود إلينا ، وهي تشرّع لنا الصدر والقلب لترفعنا معكم إلى سدره الكرامة ، هناك تتربّع الأنفس والأرواح في محراب الشهامة .
إليكم أيّها المرجع ، نرفع أسمى الكلمات ، ففي صفوة الكلام ، ويختال القول من فخار ، ونعبّر لكم عن حبّنا واحترامنا وعرفاننا بالجميل ، ونعبّر أيضاً عن سعادة الأرض والسماء هنا ‘ ففيهما تخيّم رسومكم ، وتجول ظلالكم ، فتعبق منها أمداؤنا بربح ما دفعته راحاتكم ، مما أعطاكم المولى ولم تبخلوا بالوفاء والعطاء .
إقبل منا سيدي تحية مكبرين ، معترفين بالجميل ، فأنتم لا شك عجنتم من طينه خاصة ، إمتزجت بنكهة قوارير الطيب المعتقة والمضمخة بالشذى ، طوبى لكم ، سيبقى اسمكم مكتوباً بماء الذهب في الركن المتين في قلوبنا ، أبواب المجد والعلى نراها دوماً مشرّعة لكم ، لا مثالكم من القلائل في هذا العصر ، لكم سيّدي قلوبنا وقلوب كلّ الأجيال المتعاقبة ، ولكم كلّ حبّنا الذي لا ينطفىء ، واحترامنا الذي يزداد يوماً بعد يوم .
وفّقكم الله ، ومنّ عليكم بدوام الصحة والعافية ، لإكمال المسيرة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .