لم يجد الثور سوى خيار المغامرة وعبور الحقل الذي ابعده عن حظيرته الدافئة، فراح يجّر أقدامه على الرغم من بتر ساقه بإنفجار لغم أرضي خلال رعيه بالخطأ في حقل ألغام من مخلفات الإحتلال الإسرائيلي، لكن للخروج ثمن أيضاً فقد إنفجر لغم أرضي آخر فبترت الساق الثانية، إلا أن الثور لم يتوقف حتى وصل الى مبيته ليلاً دون معرفة صاحبه ليجده صباحاً ممداً على الارض والدم يسيل من أطرافه المبتورة.
وقف علي عبود مالك الثور مذهولاً !! وما كان منه إلا أن يسرع بإحضار الطبيب البيطري الذي أعلن أن علاج الثور مستحيل بعد أن فقد قدميه والقدرة على البقاء ، بسبب تسمم جسده نتيجة الإصابة والتأخر في تقديم العلاج.
أمام هذا الواقع يبدو أن الثور في طريقه الى الموت عبر رصاصة رحمة ربما يصعب إيجاد من يطلقها وهنا يسجل للصهاينة إنهم إرهابيون حتى بحق الحيونات.
اما علي عبود وأبنائه الذين وقفوا أمام ثورهم المطروح أرضاً والحسرة بادية على وجوهم لأن جل امانيهم كانت بإنقاذ هذا الثور الذي لا ذنب له فدفع ضريبة ربما كانت ستنال من طفل أعجبه المكان أو ربما طفلة راحت تلاحق فراشة ملونة، ولعل كلمة علي عبود "بالأرزاق ولا بالأعناق" تخفف بعضا من الألم ..!! والعوض على الله ..
