أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بلديات 2010: بلدية شحور تجربة ناجحة تكشفها المشاريع والانجازات

الإثنين 29 آذار , 2010 07:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 29,947 زائر

بلديات 2010: بلدية شحور تجربة ناجحة تكشفها المشاريع والانجازات

شحور هي آخر بلدة على نهر الليطاني يمر بها النهر بطول خمسة كيلومترات, وهي من القرى الكبيرة في قضاء صور، حوالي 8800 دونم وعدد سكانها ما بين الجنوب وبيروت حوالى 15 الف نسمة, ولديها من التاريخ والعنفوان, بحيث كان لها تاريخ من المناضلين فهي بلدة الإمام المغيب السيد موسى الصدر والشهيد  آية الله السيد محمد باقر الصدر والمقدس آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين والعديد من الاعلام على مر التاريخ.

مشهد البلدة المتميّز من الخارج يفوقه تميّزا نشاط بلديتها رئيسا واعضاء, والذي يظهر جليا من خلال المشاريع التي تبدو ظاهرة من خلال تجوالك في ارجاءها, و التي يبدو بان بلديتها كانت واضحة في خطة عملها وكانت تعلم جيدا منذ بداية العمل ماذا تريد وماذا ستفعل وتنجز.

رئيس البلدية الحاج علي الزين تحدث لـ"الانتقاد" عن التنسيق والانسجام والتعاون الذي جمع اعضاء البلدية ورئيسها، إضافة الى سكان البلدة حول مختلف المشاريع التي رسمتها وأرادت تنفيذها معتبرا "ان التعاون ناتج عن اقتناع الجميع بأن العمل البلدي له تأثير فعال في انماء القرى ونهضتها ".

فالزائر لبلدة شحور يلاحظ التنظيم والاهتمام الذي حاولت البلدية تعميمه في كافة انحاء البلدة: فالمدخل واسع ومعبّد تحيط به أشجار الصنوبر والورود من جانبيه مع أرصفة جميلة ونظيفة تدل على اعتناء بلدي منظم وثقافة بيئية رائدة للأهالي, ومشهد آخر يضفيه شارع "نموذجي" يخترق البلدة ليصل الى ساحتها, وشارع "نموذجي" هو اقل ما يمكن ان نقوله عن مواصفات عالمية لشارع حوّل بلدة شحور الى بلدة تراثية قروية بامتياز, وجعلها نموذجا للبلدة التي يحتذى بها.

مشاريع البلدية

الشارع "النموذجي" هو ما يفضل ان يتحدث عنه الزين دائما، بحيث يمثل الانطلاقة التي بدأ بها العمل البلدي: "كان بداية المشاريع التي انطلقت بها بلدية شحور,وهو الشارع الرئيسي الذي يربط أحياء البلدة كافة، وخصوصا ان بلدة شحور لا يمر بها الا من يقصدها, على ان الشارع هو بطول  2,5 كلم وعرض خمسة كيلومترات, ونقطة النهاية فيه هو ساحة البلدة الرئيسية. فجاء المشروع متضمنا مشاريع اخرى لكنها في النهاية متكاملة وتصب في نفس خانة الشارع النموذجي المتكامل من كافة الجهات، وبدأ العمل به نهاية العام 2007 وانجز في مدة سنة كاملة بتكلفة 500 مليون ليرة".

الشارع" النموذجي" نفذته البلدية بتشجيع من "جمعية العمل البلدي" بعد عرضها على البلديات اجراء مسابقة  اقامة شارع نموذجي في البلدات والقرى". ويحتوي هذا الشارع على العديد من العناصر التي تشكل لوحة جمالية انيقة, فمن الزفت المتقن الى  الارصفة الواسعة ذات التصميم الانيق والانارة بالشكلين على اعمدة الكهرباء وعلى اعمدة متوسطة, الى التخطيط ووضع الاشارات العاكسة ضمن الزفت والتي نادرا ما نراها في الجنوب و طلاء المطبات باللون العاكس ,الى عدد كبير جدا من المقاعد التي طليت بطريقة تبدو للناظر، وكأنها اخشاب اثرية قديمة, الى الاشجار والازهار المحيطة بكافة جوانب الشارع, و طلاء اعمدة الكهرباء والتلفون وحديد المنازل المجاورة للشارع بلون موحد لاعطاء طابع منسجم, الى دلاّت كبيرة تخرج منها المياه بطرق جميلة وتعبر عن مناظر تراثية وسياحية,وبمحاذاتهم تأتي حديقة البلدية وبطريقة غير اعتيادية حيث تبدو للناظر منحنية, متضمنة لوحة جميلة  من رسم الورود ودلتين تخرج منهما المياه  بطريقة مميزة.

مشروع متكامل

ولئن كان هذا المشروع من اولويات عمل البلدية، حسب الزين, وبما ان نهاية الشارع الذي تحدثنا عنه ينتهي بساحة البلدة, تضاعفت جهود البلدية لاعادة تأهيل الساحة واكسابها جمالية تتناسب مع جمالية المشروع, فقامت البلدية بتوسيع مشروعها ليشمل عدة مشاريع موجودة على هذه الساحة، وهي بالمناسبة من اكبر ساحات البلدات الجنوبية واجملها اليوم.

فتحولت المحال التجارية الموجودة فيها الى اماكن تراثية تزينها القناطر والقرميد الاحمر, وتحّول المسجد الموجود الى "جامع عتيق" مبني من الحجر الصخري القديم وبطريقة هندسية لافتة ومميزة, اضافة الى انشاء مكتبة بواجهة صخرية كما بقية اجزاء الساحة، وسميت "المركز العلمي والثقافي لبلدة شحور, مكتبة الشيخ علي اسماعيل", ولان هذا الانجاز يتطلب تمويل لجهة البناء والتجهيز كان لبلدية شحور علاقة طيبة مع الكتيبة الايطالية العاملة ضمن قوات اليونيفل والتي تقع شحور ضمن نطاقها, فتبرعت بـ150 مليون ليرة واستكملت البلدية التكاليف المتبقية وفي 37 يوم تحول المكان من دمار وخراب الى مكتبة مجهزة بكومبيوترات وشاشات LCD وكتب قيمة, وتقام فيها دورات تثقيفية ومحو أمية ودورات في اللغات الايطالية والانكليزية إضافة الى برامج تقوية طلاب المدارس وهي مقصد القرى المجاورة وليس فقط ابناء بلدة شحور.

وحتى يستكمل المشروع يقول الزين, تم العمل على الابنية المحيطة بالشارع حيث جرى تعتيقها بنمط البناء التراثي والقروي والمحلي، الذي تنعكس فيه أثر تقنية الموروث المعماري البسيط, بحيث يعلو شأن الحجر الصخري "المقصوب" على نظيره الاسمنتي، وتتكلل الأبنية بقناطر وشرفات تتآلف مع جمال الطبيعة وعناصرها. وبقدر ما كان هذا البناء متواضعا ويلبي ببساطته متطلبات العيش في أيام الأجداد، فهو يشكل هذه الأيام قيمة تراثية كبيرة وامتدادا إلى المستقبل، وبالتالي فإنه ينقل من جيل إلى جيل لوحة مشهد عام يحاكي الزمان ويقلب صفحاته ككنز بيئي وتراثي، يحمل في ثناياه ذاكرة شعب وأرض.

"من جد وجد ومن زرع حصد" بهذه الكلمات يختصر الزين انجازات بلديته منوها بدور الجمهورية الاسلامية في ايران ممثلة بالهيئة الايرانية لاعادة الاعمار بدعمها لكافة البلدات الجنوبية للنهوض والانماء دون ان ينسى توجيهات الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله التي اعطت زخم الانطلاق في تنفيذ ما رسم وخطط اضافة الى ابناء البلدة الذين لم يوفروا جهد لمساعدة البلدية في تحقيق انجازاتها بكل مصداقية.

مشاريع قامت بها البلدية:

1ـ ملتقى ابناء شحور والذي يقع على الشارع النموذجي بحيث حولت البلدية مدرسة الفتيات القديمة المبنية من الصخر التراثي القديم الى ملتقى لابناء البلدة مع المحافظة على طابعه التراثي وتجهيزه بكافة الاحتياجات.

2ـ تجميل ضفاف نهر الليطاني الذي يخترق البلدة بخمسة كيلومترات,عبر وضع حيطان دعم وانشاء 23 خيمة اثرية من القصب والخشب وتم صب اراضيها بطريقة ملائمة للجلوس والاستمتاع بالمنظر الطبيعي الرائع,هذا اضافة الى احاطة هذا النهر بـ3000 شجرة وكانت من ضمن خطوة مشروع "شحور الخضراء",التي ستقوم به البلدية لزراعة 10452 شجرة تيمنا بمساحة لبنان.

3ـ وضع حجر الاساس لحديقة الصداقة اللبنانية ـ الاسترالية في البلدة والتي سيتم زراعتها بالاشجار المتبقية من مشروع شحور الخضراء.

4ـ انشاء بئر ارتوازي للبلدة,بعد تلوث البئر القديم وضعف انتاجيته, وهو يستطيع ان يغطي  كافة حاجات البلدة.

5ـ مشروع عين البلد الترثية والاثرية والذي تم  تجميلها بالقناطر والصخر والشلالات والارض الصخرية والسياج المعتق بالالوان, فكانت هذه العين وضواحيها متعة للناظرين وتضمن المشروع جلب فلاتر ضخمة تسحب الماء وتعقمها وتعطيها شرابا سائغا للوافدين بطريقة انسياب بدائية لكي تحافظ على جو العين القديمة.

6ـ انشاء  مركز صحي وطبي ,بالتعاون مع الهيئة الصحية الاسلامية وهو خدمة من اهم الخدمات التي تقدم للمنطقة كافة وليس فقط لبلدة شحور.

إضافة الى مشاريع متعددة تم انجازها وهي تعتبر صغيرة جدا قياسا للانجازات اتي تحدثنا عنها.

شحور في سطور

هي قرية من قرى الجنوب اللبناني التابعة لقضاء صور, وتعتبر ذات طبيعه جغرافية وديموغرافية مميزة على حد سواء حيث يمر بها نهر الليطاني وتحدوها الجبال من كل حدب وصوب, تقع بلدة شحور بالزاوية الشمالية من قضاء صور وتبعد 22كم عن قضاء صور وعن بيروت 75 كلم وترتفع شحور عن سطح البحر 320 مترا ونحط على تلة أعلى منها بـ 80م تعرف بين أبناء البلدة بـ"جبل الطور". وتحيط بها بلدات ارزون ودردغيا وصريفا وبستيات.

اما عائلاتها فهي  الزين, الحاج, أرزوني,  الخليل, شرف الدين,  سنان , عجينه, قازان. دمشق... تبلغ مساحة شحور العقارية 8393352 متراً مربعاً أي حوالي 8393 دونم أرض. يطل شمال البلدة على وادي الليطاني في انحدارات شديدةالى عمق 235م مما أكسب عدداً كبيراً من بيوت الشمال مشهداً طبيعياً لافتاً خاصةً لاطلالها على مجرى نهر الليطاني ويطل جنوب البلدة على منحدرات وادي الحميري بعمق 195م عن البلدة مما زاد البلدة جمالاً..

Script executed in 0.17236089706421